الإستقرار العاطفي و النفسي

9



 المشاعر و الحالة النفسية نقطة حساسة جدا، عندما لا تكون مشاعرنا مستقرة قد تسبب لنا أضرارا داخلية فتسبب في تدهور حالتنا النفسية. و أضرار خارجية حيث تنعكس على حياتنا. المشاعر مثل أمواج البحر؛ تتغير بشكل مستمر أحيانا تكون متقلبة و أحيانا مستقرة
.

أثبتت الدراسات العلمية أن الإستقرار النفسي يجعلك أكثر اتزانا و حكمة و أكثر سعادة ؛ لأنه يتيح لك الفرصة للتعلّم بسرعة ، و تستطيع التعامل مع أي وضع بسهولة و تخطي الصعوبات التي تواجهك بأريحية تامة ، بدلا من تعثر تقدمك بسبب اضطراب مشاعرك، لهذا من المهم جدا التحلي بوعي تام حول كيفية التعامل مع مختلف الأوضاع و تعلم كيفية التجاوب معها بشكل إيجابي و بنَّاء.

 

كيف نحقق استقرارنا العاطفي و النفسي ؟

الطريقة 01:  إعادة تدريب ردود أفعالك العاطفية

إعادة تدريب ردود أفعالك يعني إعادة برمجة تصرفاتك و أفكارك و هذا يكون بخطوات بسيطة جدا: 

المشاعر أشبه بحالة الطقس: المشاعر مثل العاصفة المارةّ لا يمكن التحكّم فيها مباشرة لكن يمكن التأقلم معها لأنها حالة مؤقتة و تنقضي مع مرور الوقت. كذلك المشاعر؛ لا يمكنك إيقافها مباشرة لكن يمكنك التحكم في ردود أفعالك و التعامل معها بالطريقة المناسبة . بدلاً من مقاومة مشاعرك و محاولة منعها ، قم بتقبّلها بدون إصدار أي أحكام مسبقة ؛ حاول إعطاء نفسك الفرصة لخوضِ التجربة مهما كانت صعبة ، ثم خُد وقتك في مراجعة الحادثة و ردود أفعالك ثم محاولة إصلاحها. 

إعادة التقييم: تجاهلُ مشاعِرِك لا يساعدك في الفيه؛ مع الأوضاع بشكل فعّال بل بالعكس ذلك التجاهل هو ما يجعلك تركّز عليها أكثر إذا لاحظت أنك تَنْجرّ نحو كبتِ المشاعر و تفاقمها أكثر، تمهل و أعد تحليل مشاعرك. قم بإعادة تقييم الوضع الذي أنت فيه ؛ راجع الأسباب و النتائج بشكل بناء ، ثم حاول خلق نظرة إيجابية أو على الأقل نظرة أقل سلبية . قم بطرح أسئلة بسيطة على نفسك مثلا: ما هي الجوانب الإيجابية لهذا الحدث ؟ ما هو الدرس الذي يمكن استخلاصه من هذه الحادثة ؟ على الأقل شيء جيد واحد حاول النظر من زاوية مختلفة ، عند مواجهة أي صعوبة فكر في أنها تحدّي و ليس مشكل حتى تستطيع التعامل معها بشكل مختلف . 

تحقيق الإستقرار الذاتي: المشاعر الإيجابية ، التواصل الاجتماعي الجيد و الصحة الجسدية كلها عواملٌ تأثِّر على بعضها البعض، و كل منها يساعد على تحقيق الآخر ؛مثلا لا تُتحقَّق المشاعر الإيجابية في ظل غياب السلامة الصحية أو غياب العلاقات الجيدة. بالمختصر ؛ إذا كنت تسعى لتحقيق الإستقرار العاطفي لا يمكن تجاهل جوانب أخرى في حياتك فلكلٍّ منها دور أهم من الآخر. لتحقيق هذا يجب عليك الإهتمام بذاتك, إحرص على الأكل الصحي ،ممارسة الرياضة ، غذي عقلك بالتعلّم ،تأكد من تخصيص وقت للاعتناء بنفسك كل يوم قد يكون قلقك علامة تنبهك لأخذ قسط من الراحة .

انظر للفشل على أنه فرصة للنمو:{ الفشل = سبب الإضطراب العاطفي }: النكسات و الخسارة جزء أساسي في حياتنا، من المستحيل تحقيق أهداف كبيرة من دون خسارة ؛ إتخذ من هذه الإنتكاسات فرصة للتعلّم و التطوّر و النمو . بدلا من التركيز على الفشل ، فكر في الدروس التي تعلّمتها ، الجانب الذي حققته ، و فكر في كيفية إستغلال ما تعلّمته في تطوير ذاتك .

 الطريقة 02: تغيير طريقة تفكيرك:

تقسيم أفكارك: الأشخاص الذين يتمكنون من التحكّم في مشاعرهم يتميزون بخاصية و هي قدرتهم على تقسيم و عزل أفكارهم. ماذا يعني هذا ؟يعني أنهم يدركون أين تتركز مصادر القلق و الضغط في حياتهم و يعملون على عزلها و عدم خلطها مع جوانب أخرى من حياتهم مثلا؛ عن سبب قلقك .لا يمكن إيجاد الدواء المناسب أن لم نقم بالتشخيص المناسب و الصحيح. لو كان العمل يسبب لك الضغط و القلق احرص على منع طاقته السلبية من الانتقال للمنزل معك ؛ لا تسمح لجزء سلبي من حياتك يؤثر على كل الجوانب ، شيء واحد لا يسير على ما يرام لا يجب أن يؤثر على كل حياتك.

 أعد صياغة ذكرياتك: الذكريات لا تستقر أبداً ؛ في الحقيقة الذكريات تتغير كل مرة ، إذا كانت الذكريات هي سبب انزعاجك قم بمجهود و أعد صياغتها بصورة أقل سلبية { بما أنها قابلة للتغيير} فقم بتخفيف حِدّتها على الأقل ، بدلاً من إعادة عيش المشاعر السلبية لتجربة ما عدّة مرّات . ركّز على الجانب الإيجابي أو جانب حيادي لتلك التجربة على الأقل حتى تستطيع تشتيت انتباهك ؛ قد يبدو الأمر صعبا ، لكن بالممارسة تستطيع بناء نظرة جديدة لتلك الذكرى. 

إستبدال الأفكار السلبية بأفكار محايدة: إذا إعتدْتَ على التفكير بسلبية ، قد تكون محاولة الإنتقال مباشرة للتفكير الإيجابي صعبا بعض الشيء ؛ لهذا يجب بناء جسر من نقطة التفكير السلبي إلى نقطة التفكير الإيجابي ، و هذا الجسر يتمثل في التفكير المنطقي. بدلاً من التفكير في شيء سلبي، حاول تعويضه بتفكير منطقي و بنّاء ، عندما يتعود عقلك على برمجة أفكار منطقية يسهل عليه برمجة أفكار إيجابية بكل سهولة . مثلا : بدلا من التفكير أنّ طبخك كارِثيّ و لا يصلح للأكل و أنك لن تستطيع التعلّم أبداً . حاول إخبار نفسك أنك لن تستسلم و تستمر في المحاولة و التعلّم و مع الممارسة سوف تتحسن . هذا أفضل و أسهل ليتقبله عقلك و يحول الأفكار السلبية لتفكير أكثر منطقية. 


Be Mindful: “Mindfulnessهي التركيز الكامل للذهن على الوقت الحاضر و ما يحدث الآن و فقط، بدلاً من الانحصار في الماضي أو إرهاق تفكيرك في التخطيط للمستقبل. كل ما عليك القيام به هو التحلي بالوعي الذاتي و التفكير بإيجابية و عقلانية حولَ نفسك. عليك أن تكون واعيا تماما؛ ليس فقط بالأحداث التي تجري حولك، بل كذلك بمشاعرك و أحاسيسك و صحتك النفسية و الجسدية. جرب التأمل فهو أفضل طريقة لتحقيق التركيز و التخلّص من كلّ المؤثرات الخارجية.

الطريقة 03: تغيير عاداتك و تعاملاتك  

  1. أحط نفسك بأشخاص مستقرين نفسيا : من الجيد أن تقوم بتشكيل شبكة اجتماعية تتعامل معها في حياتك اليومية ، لكن من المهم كذلك أن تكون هذه شبكةً من الأشخاص الإيجابيين ، بدلا من إحاطة نفسك بمجموعة من مصّاصي الطاقة و بالتالي تصبح علاقتك سامة تماما و هذا ما ينعكس سلبا على مشاعرك و سلامتك النفسية. إذا لاحظت أنك تنجرف لدوامة من الدراما عندما تلتقي بصديق ما {مثلا }و بشكل متكرّر تأكد من أن هذه العلاقة مضرة لذلك حاول تجنب أو تقليل قضاء الوقت معه حتى تحافظ على سلامتك النفسية.
  2. وضع حُدود:  إذا كنت تشعر بالتعب أو التوتر أو الإرهاق بسبب علاقتك بشخص آخر، فهذه علامة على أنك بحاجة إلى وضع حدود للحد من انتشار التأثير السلبي لهذه العلاقة. مجرد اصطدامالحدود على شكل قضاء وقت أقل مع الشخص، أو مطالبته بالتوقف عن فعل شيء يزعجك، أو ببساطة قول "لا" لبعض طلباته التي ترهقك، قد يشعر الشخص الآخر بالضيق أو الإنزعاج، خاصة إذا لم يكن معتادًا على وضعك للحدود، أو رفضه، ومع ذلك ، يجب أن يحترم الصديق الجيد رغباتك ، حتى لو كانت مشاعره مجروحة قليلاً.
  3. تحكم بعواطفك: لا يمكن لأحد أن يزعجك إلا نفسك؛ مشاعرك تأتي من داخلك ويمكنك أنت فقط اختيار كيفية التعامل معها. مجرد
    اصطدام شخص ما بسيارتك لا يعني أنه جعلك تشعر بالانزعاج، لذا في المرة القادمة التي تغضب فيها من شخص ما، تمهل وفكر في مصدر هذا الشعور ، وأدرك أن لديك القدرة على اختيار رد فعلك. إذا شعرت أن شخصًا آخر يدفعك إلى أقصى حدودك و يختبر صبرك؛ بدلاً من أن تشعر بالحرارة، خذ نفسًا وابتعد، فكر في الأمر وابق في منطقتك. ستشعر بتحسن وتحكّمٍ أكبر في الموقف و في عواطفك.
  4. إعتني بنفسك: إذا كنت لا تأكل ولا تنام و لا تعتني بنفسك، فلا توجد طريقة يمكنك من خلالها الاهتمام بمشاعرك. قبل أن تبدأ في معالجة العادات السيئة عليك أن تعتني أولاً باحتياجاتك الأساسية فهي التي تحقق استقرارك النفسي و العاطفي. 

أشياء يمكنك القيام بها لتحسين مشاعرك في الحال

  • أخذُ حمام ساخن لتخفيف التوتر .
  • الخروج بين الطبيعة؛ الذهاب في نزهة على الأقدام أو الجلوس في حديقة.
  • إغلاق هاتفك و التخلص من السموم الرقمية لبضع ساعات.
  • القيام بالتمارين الرياضية والتخلص من مشاعرك السّلبية من خلال النشاط.
  • الانغماس في هوايتك المفضلة أو شيء تستمتع في القيام به.
  • تركيز انتباهك على مشروع يشتت أفكارك، حتى تصبح أكثر اتزانًا مرة أخرى.
  • الضياع في الموسيقى التي تحبها. (فقط لا تشغّل قائمة الأغاني الحزينة)
  • اجلس في صمت و سكون، وامنح عقلك فرصة للتنفس و التفكير بهدوء.
  • قضاء وقتك مع أشخاص إيجابيين يستمعون إليك ، لا يحكمون عليك ، يدعمونك بالفعل. 
  • إذا كنت لا تزال تكافح مع مشاعرك و تحاول معالجة مشاعرك من موقف معين، فلا تخف من طلب المساعدة سواء كان ذلك من الأصدقاء أو العائلة أو أحد المحترفين. هذا لا يجعلك ضعيفا. بل بالعكس المعرفة قوة أيضا. لذا فإن العمل على حل مشاكلك مع أحد المحترفين، سيساعد فقط في تقويتك.

خاتمة:

ستكون هناك دائمًا أوقات يتم فيها اختبارنا حقًا في حياتنا. لكن تذكر، في كل مرة نمر فيها بأشياء مؤلمة ، توجد فرصة كبيرة للنمو. استخدم الأوقات الصعبة لتجعلك أقوى. احتضن كل ما يتم إلقاؤه في طريقك.
يمكنك تجاوز هذا ، وستفعل.


التعليقات


  1. شكرا على المنشور الذي جعلني افهم اكثر حالتي النفسية ...... ربما هذه اول مرة اشعر انه يمكنني ان اكون افضل في اداء عملي والقدرة على تصحيح اخطائي في علاقتي مع اهلي ورسم عالم لخصوصيتي لاني استحق ذلك ............... علموني كيف اعيش ياااااااااااااااا اصحاب هذا الموقع fayçal bendjebel best wishes of success

    ردحذف
  2. انا ندى مدونة جديدة اتمنى ان تتصفحوها . شكرا 🤗

    ردحذف
    الردود
    1. وين راني مدونتك ؟ هاعطينا الرابط

      حذف
  3. شكرا كثيرا على هذه المعلومات الرائعة كاصحابها تمنياتي لكم المزيد من التفوق و التالق

    ردحذف
  4. الله يبارك سلمى ختي على هذو المفقالات انتي وصحبتك غرت منكم بغبت ندير كيفكم مي معرفتش

    ردحذف

  5. سلمى شكرا على هده المعلومات افادتني كثيرا ربي يخليك

    ردحذف

بحث هذه المدونة الإلكترونية