هل يستطيع أيُّ أحدٍ تعريف الإنتحار؟
في الحقيقة الإنتحار يترتب عن حالة فقدان
الإيمان بالنفس تماماً, و العجز عن الشعور الجيد تجاه النفس. أمّا السبب الرئيسي
لهذه الحالة فهو "عدم تقدير الذات", لو قدّر الإنسان نفسه و أعطاها
القيمة التي تستحقها لَما راودَته فكرة الإنتحار أصلاً.
ما مفهوم تقدير الذات؟
" تقدير الذات هو أساس النجاح"
لطالما سمعنا هذه العبارة و بصيغ متنوعة, لكن القليل من الأفراد فقط من يدركون
قيمة هذه العبارة حقاً و التعايش معها, حتى ندرك قيمتها يجب فهم المعنى الحقيقي
لها أولًا.
كأبسط مفهوم: تقدير الذات يعني معاملة نفسك
كما تريد أن يعاملك الآخرون, أو أن تعامل
نفسك كما تعامل الآخرين. غالباً ما نعامل الآخرين باحترام و تقدير, بالمقابل ننهال
على أنفسنا بالإهانات و عبارات سلبية, لماذا؟ أوَ ليست ذاتنا أولى بالإحترام؟
تقدير الذات ليس عاملاً خارجياً, و إنما عامل
داخلي مرتبط بأفكارك و معتقداتك الشخصية و الصورة التي رسمتها حول ذاتك. تقدير
ذواتنا ليس مرتبطا لا بالعوامل و الظروف الخارجية و لا بالأشخاص المحيطين بنا.
تقدير الذات هو معاملة نفسك كأعز صديق و أكبر
مساند لك في مواجهة ظروف الحياة. أنا شخصياً أرى هذا المفهوم معبّر جداً و شامل
بين مكونين أساسيين هما: الكفاءة الذاتية و احترام الذات.
الكفاءة الذاتية: هي قدرتك على التفكير في نفسك و تسيير شؤونك الشخصية و التحكم بحياتك بدون أي مؤثرات خارجية, كما تعني شعورك بالقوة و الإيمان أنك قادر على تأسيس الحياة التي تريدها. تعني أن تكون مدركاَ لمصاعب الحياة و أنه لا شيء يأتي من العدم و لكل خطوة ثمن, لكنك تتحلى بالشجاعة و تصدق قدراتك و تأمن تماما أنك قادر على المواجهة و التحكم بحياتك و تسييرها كما تريد.
أما المكون الثاني فهو إحترام ذاتك, هل تدرك
أن على المرء تقدير كل نعمة فيه؟ هل ادرك أنك حرّ في إتخاذ قراراتك و عيش الحياة
التي تتمناها؟ هل تدرك أن كل فرد يستحق العيش بسعادة؟ هل تدرك أيضا أنه على الجميع
معاملتك جيدا لأنك تستحق ذلك؟ كل فرد يستحق أن يكون ناجحا, سعيداً, واثقا,
قوياً... كل ما أراد, لكن لا يستحق أن يكون ضحية نفسه و يسلم ذاته للمعاناة. خلاصة
القول إفرض نفسك بتقدير ذاتك: أحب نفسك يحبك الآخرون, إحترم نفسك يحترمك الآخرون.
ما هي الأسباب و النتائج لعدم تقدير الذات؟
عدم تقدير الذات قد يشكل عائقاً كبيرا للكثير من الأشخاص, هذا يمنعك من عيش الحياة التي تتمناها, بل و تجعل الفرد غير قادر على تكوين محادثة بشكل طبيعي مع الآخرين.
هناك الكثير من الأشخاص خلف الشاشة الآن, يشعرون بإنكسار داخلي, ضعف و خيبة أمل بسبب عدم تقدير ذواتهم. و ذلك لأنهم يولون قيمة أكبر لصورتهم أمام الآخرين و يخافون من إنطباع إخوتهم, أزواجهم أو أصدقائهم بهم. وربما حتى الكلام الذي غُرِس فيهم منذ الصغر من قِبل آبائهم و أمهاتهم.قال Les Brown
" رأي الآخرين بك لا يجب أن يكون حقيقتك". كلّ واحد منّا عليه أن يقرّر
هويته الأصلية " من أنا ؟ ماذا أريد أن أكون؟ الشخص ما هو إلّا إنعكاس
لمجموعة الأفكار التي يجمعها في عقله و التي تشكل الصورة التي يأمن بها و يعكسها
في حياته, إذن على الإنسان أن يحسن إختيار أفكاره بعناية و يضبط برمجة عقله بحيث
يسهر على إلغاء أي برمجة سلبية للأفكار.
بات الأفراد في أيامنا هذه مهووسين بأحكام
الآخرين بهم, يلتقط الشخص من 15 حتى 30 صورة, لكن لا ينشر و لا واحدة منها. لماذا؟
لأنها ليست مثالية. لماذا يريدها مثالية؟ لأنه لا يشعر بالأمان و لا بالرضا هو فقط
يقدم على إفساد يومه بسبب الخوف من تعليق لمجهول على منشوره في إحدى منصات السوشل
ميديا.. أوليس هذا هوساً مزمناً؟
هناك سبب آخر يترتب عنه هذا الضرر النفسي و
هو رفع سقف التوقعات و البحث عن الكمال. أن تبني تقدير الذات حول فكرة أن تكون
الأفضل و الأذكى و الأقوى دائما, خطأ فادح. في الواقع لا يمكنك أبداً أن تتفوّق في
كل شيء, لا بدّ من وجود منافس أفضل و أقوى و هذا ما يجعل للحياة معنى.
كيف أقوي تقديري لذاتي؟
تشعر بالإنكسار و تدرك السبب الآن, لكن لا تعلم كيف تواجه من تسبب بذلك. قد لا تستطيع إرجاع الزمن و تغيير طريقة تربية والديك لك... و قد لا تستطيع إختيار إخوتك أو تغيير أصدقائك. إذن الحل فيك،
أولاً: عليك أن تتحمّل مسؤولية نفسك, تحلى بالقوة و الشجاعة
عن طريق بناء شخصيتك بنفسك. إقرأ و ابحث، عليك إثراء رصيدك حتى يكون سلاحك لتحمي
نفسك. الفِكر هو اللّقاح ضدّ الأفراد السامين الذين يؤثرون سلبا على حياتك. عليك بناء جهازِ مناعةٍ عقليٍّ مضاد لكل عنصر
دخيل و مضرّ لصحتك النفسية.
الشخص الواعي هو الذي يبحث و يفهم طريقة
تسيير عقله حتى يدرك كيفية التحكم بأفكاره و مشاعره و يتمكن من ضبطها كما يجب
ثانياً: ما يجب إدراكه حقاً, أنه لا يجب ترك مصير قيمة نفسك في
أيدي أي أحد آخر, أنت فقط من ترسم صورتك. أنا أأمن أن الأشخاص الأكثر فعالية هم
أولئك الذين لا يولون أي إهتمام لأحكام و آراء الآخرين بهم. ربما أغلب المستقبلين
الآن تجدهم منكسرين بسبب رأي إخوتهم أو أصدقائهم, أو بسبب إنتقاد شريكهم لهم, أو
بسبب كلمات نشأوا و هم يسمعون الوالدة ترددها. كل شخص تجده مقيداً بآراء الآخرين و
هذا النوع من المشاكل العميقة التي قد تدمر أيّ فرد.
ثالثا: في نهاية كل يوم تذكّر أن ما يهم حقاً ليس نيلك وسام
الكمال و لا أن تكون الأفضل في كلّ شيء، و إنّما الأهم أن تدرك خياراتك في الحياة
و تُحسن تقرير ما يليق بذاتك حقاً و كيفية تحدي الصعاب التي تواجهك.
رابعا: حتى تزيد تقديرك لذاتك عليك أن تقع في حبّ نفسك أولاً،
أوجد طرقاً لتحب نفسك و إجعل هذا جزءاً من شخصيتك.
خامساً: راقب حديثك الداخلي, إنتبه جيداً له و إحرص على أن
يكون حديثا إيجابياً. قد ترى هذا أمرا بسيطاً لكن قوة الكلمات هي المفتاح لأن كلّ
شيء يبدأ بفكرة. إجعل حديثك الإيجابي عادة و هذه العادة ستقويك و تخلصك من كلّ
الشكوك و التردّدات.
سادسا: لا تتوسل الحبّ و الإهتمام أبداً, و لا تنتظر من أي
أحدٍ أن يجعلك تشعر بتحسن ... سعادتك هي مسؤوليتك.
على كل شخص
أن يسهر على تطوير ذاته لبناء شخصية قوية لا يهزها لا رأي و لا حكم عابر, يجب على
كل إنسان أن يتحلّى بالشجاعة حتى يحبّ ذاته كما تستحق.
رائع واصلو ♥️♥️♥️
ردحذفرائع واصلو ♥️♥️♥️
ردحذفJ'ai bien aimée l'article je suis d'accord avec toi il faut s'aimer nous
ردحذفmême d'abord avant de chercher l'amour ❤chez les autres❤ je m'aime
مبروك عليك وكل عام ونت بخير ولعقوبة 100سنة ودائما للامام مع العلم انه عيد ميلاد اخي الصغير المزوز عبد الرؤوف رب يحفظ كان عيد ميلاد نفس يوم عيد ميلاد سلمى حمادو
ردحذفروعة بالتوفيق مزيدا يارب❤❤❤
ردحذفما شاء الله مقالاتكم دائما في القمة ❤❤❤ بالتوفيق
ردحذفمقالة جميلة ♥
ردحذفHi my name is walid I was once a good student at the university I had great plans for my future career as a post graduate bit life chose otherwise. After me serving in the army. My life changed I lost self esteem. No opportunities open. Lost myself in my thoughts. Years passed becoming young adult with no future was a moment were suicidal attempts took a little place in my life. I don't sleep much nowadays but I'm doing the only good thing which is praying. Thank you for this opportunity Selma hamadou ��
ردحذفI loved this, beautifully written, thank you ��
ردحذفI loved this, beautifully written, thank you 💫
ردحذف💜💜💜
ردحذف🤝🏻❤❤❤
ردحذفواااصلو❤️
ردحذفmuch love 👏❤️❤️❤️❤️
ردحذفجميييييل جداااا 💜💜 احببت كثيرا فكره المدونه والمواضيع التي تدور بداخلها شكرا سلومه💙💙💙👌
ردحذفشكرا لم أحلى سلومة في العالم كنت أحتاج هذا المقال منذ سنوات و لم أجده الا عندك.
ردحذفشكرا لك أنت هبة من الله و أحمد الله كل يوم على معرفتي لك
شكرا شكرا..و شكرا.
♥♥♥♥♥
ردحذف❤️❤️
ردحذففي القمة دائماً إن شاء الله 💕
ردحذفSalma cette article est vraiment éducative et plin d'information, il va changer ma vie❤❤❤❤❤
ردحذفMerci d'être toujours là à nous soutenir avec tes idées fabuleuse ❤❤❤
جميل
ردحذف