في بداية هذا المقال أودّ أن أخبركم أن موضوع هذا المقال تمّ اختياره بناءً على طلب الكثير من المتابعين أتمنى أن نجيب جميع تساؤلاتكم.
هناك أشخاص في حياتك
يفترض أن يمدّوك بالطاقة و الدعم الإيجابيين من أجل دفعِك نحو تحقيق أهدافك و
أحلامك. و لكن هناك آخرون يتلذّذون بدفعك للوراء و إلحاق الأذى بك. الحل الأمثل هو
عزل نفسك عن هؤلاء الأشخاص و التخلّص منهم نهائياً, لكن مذا لو كان هؤلاء الأشخاص
" والديك" اللّذان أنجباك أو ربّياك؟
يمكن أن يشكّل التعامل مع أشخاص مقربين من هذا النوع السام في حياتك تحدّياً
كبيرا، كما يسبب إحباطاً شديداً خصوصا إذا كانا والديك. لا تستطيع وضع أيّ حدود
معهم، لأن مفهوم "العائلة" هو ما يربطك حتى لو كانت هذه الكلمة لا تتجسد
بأي شكل كان في حياتك.
بطبيعة الحال لم تتسنى لك إختيار العائلة التي وُلِدت بها و لا المكان و لا
الأشخاص الذين تربيت معهم، لكن أنت تملك خيار التعامل و التحكم في ردود أفعالك و
تقرير مصير علاقاتك المستقبلية. مهما كان الوضع سيئاً، هناك خطوات و قرارات يمكن
إتباعها لتخفيف التأثير السلبي لوالديك.
من هو الوالد السلبي؟ أو السام إن صحّ التعبير؟
الوالد السام ليس مصطلحاً طبياً يا صديقي، إنما علاقتك السلبية بوالديك هي
السامة. الوالدين هم بشر ككل الناس، و كلّ البشر خطّاؤون أليس كذلك؟ لكن عندما
يتحدث أحد عن الوالدين السلبيين فهم يقصدون الآباء الذين يتصرفون بخشونة دائما و
لا يظهرون أيّ تفهم أو دعم، بل لا يسببون سوى مشاعر الخوف و الندم لأبنائهم
بالإضافة لتقييد حياتهم و تحطيم آمالهم و تجاهلهم بالرغم من إدراكهم بأخطائهم إلاّ
أنهم لا يكفون عن القيام بها.
كيف يؤثر الوالد السلبي بحياتك؟
الوالدين السلبيين قد يحوّلون حياتك لمعاناة، بتسلّطهم و نقدهم و تحكّمهم
المستمرّ في حياتك. يعملون على تصعيب أمر الإنفصال عنهم و الإستقلال من تحكمهم
المفرط بحياتك، فلا يسمحون لك بأخذ بتقرير خياراتك و لا تحديد أهدافك الخاصة و عيش
الحياة التي تريدها. بدلاً من ذلك تجد نفسك تعيش حياةً غريبة عنك لا تعيش فيها سوى
شعور الندم و الخوف. و الأسوء من كلّ هذا، تأثيرهم السلبي قد يسبب أضرار نفسية و
حتى عقلية للأبناء.
كيف تتخلّص من التأثير السلبي لهذه العلاقة السامة؟
الشخص الرّاشد له كل الحرية في تقرير مصيره و قراراته و كيفية تعاملاته. إذا
كانت علاقتك مع والديك علاقة غير سليمة فلا يجب أن تبقى على هذا الحال، بالرغم من
أن تعامل والديك لا يمكن أن يتغيّر، لكن تعاملك أنت يمكن أن يتغيّر. عليك أن تقرّر
ما هو أفضل لك، هذه الخطوات قد تساعدك في تخطي علاقتك السلبية مع والديك:
وضع الحدود:
أفضل خطوة للبدء هو وضع حدود واضحة. الحدود ببساطة هي خط غير مرئي تضعها لنفسك
ولا تسمح لشخص ما بعبورها سواءاً جسديًا أو عاطفيًا، و حرية رسم تلك الحدود عائدة لك
تمامًا. كن صريحًا حول الحدود التي وضعتها، أخبر الجميع بالحدود التي وضعتها بشكل
واضح.
تقبل أنه لا يمكنك تغييرهم.
بينما ترغب على الأرجح في أن يعاملك
والديك جيداً و تغيير سلوكهم تماما، لا يمكن تغيير شخص آخر. الشخص الوحيد الذي يمكنك
تغييره هو أنت. توقف عن محاولة حثّهم على التغيّر، بدلاً من ذلك، ركز على ما يمكنك
فعله لتحسّن العلاقة. على سبيل المثال، قد ترغب في ألا ينتقدك والداك لعدم حصولك على
درجات مثالية. من المحتمل ألا يوقفوا هذا السلوك، لذلك قد يكون من الأفضل تجاهلهم.
بعد ذلك، تحدث إلى معلمك حول الجهود التي تبذلها في الفصل واجعله يعطيك ملاحظات إيجابية.
اسمح لنفسك بالحزن على فقدان العلاقة التي أردتها:
لا بأس أن تشعر بالحزن حيال ما حدث وتشعر وكأنك فقدت علاقة نموذجية بين الوالدين
والطفل. دع نفسك تشعر بالعواطف التي تأتي إليك، مثل الحزن والغضب. أطلقها بطريقة تشعرك
أنها مناسبة لك ، مثل البكاء أو كتابة المذكرات أو التنفيس عن صديق أو معالج. سيساعدك
هذا على الشعور بالتحسن. لا تحدد وقتًا كم من الوقت يمكنك أن تحزن فيه. امنح نفسك الوقت الذي تحتاجه.
الشفاء
من المهم جداً أخذ وقت و التفكير بطفولتك و التجارب التي مررت بها في
السنوات السابقة وكيف شكلتك. إجلس معهم، فكر في مشاعرك تجاههم و كيف تنعكس على
نفسيتك. قد تجد أنه من المفيد كتابة مشاعرك
أو التحدث مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء الموثوق بهم. بالنسبة للبعض، قد تكون هذه
العملية مربكة و منهكة كذلك، لذا يمكنك الإستعانة بأخصائي للحصول على بعض الأفكار حول
كيفية التعامل مع الوضع. ضع قائمة بالأشياء التي تريد تغييرها، اكتب بجانب كل سلوك
بالطريقة التي تريد أن تتصرف بها / تشعر بها بدلاً من ذلك، ثم حدّد أولويات القائمة
إذا كنت تريد ذلك ، ثم اختر سلوكًا لتبدأ به، و مارس السلوك الذي تريده بدلاً من السلوك
الذي تريد تغييره.
توقف عن محاولة إرضائهم.
من الطبيعي أن ترغب في الحصول على موافقة
والديك ، ولكن يكاد يكون من المستحيل إرضاء الوالدين السيئين. والأهم من ذلك ، إنها
حياتك وأنت مخول لاتخاذ خياراتك الخاصة والقيام بما يجعلك تشعر بالرضا. إن عيش حياتك
وفقًا لقيم وأهداف شخص آخر سيجعلك غير سعيد بشكل مزمن و غير راض عن نفسك. وإذا كنت
تعيش حياتك تحاول إرضاء والديك، فستكون أسيرًا لهم، تسعى دائمًا إلى التحقق من الصحة
والحب من الأشخاص الذين ربما لا يستطيعون منحك إياها. عندما تمنحهم هذا النوع من القوة،
فإنك تسمح لوالديك بتحديد قيمتك الذاتية لإخبارك ما إذا كنت ذكيًا، وناجحًا، أو شخصًا
يستحق العناء، وما إلى ذلك.
توقف عن أخذ ما يقولونه على محمل شخصي.
قد يقول والداك بعض الأشياء المؤذية
حقًا لك، ومن الطبيعي أن تصدق ما يقوله والداك. ومع ذلك، فإن كلماتهم الجارحة تدور
حولهم و تعكس نواقصهم، وليس أنت. عندما يقولون شيئًا ما يعني لك، ذكِّر نفسك أنه ليس
صحيحا و لا يعنيك أبدًا. ثم قل لنفسك شيئًا لطيفًا. على سبيل المثال ، لنفترض أن والدك
يقول ، "لا أصدق أن لدي مثل هذا الطفل الغبي." بينما قد تتأذى مشاعرك، تشكك
في دقة ما قاله. ضع قائمة بالأسباب التي تجعل ذلك غير صحيح، مثل "أنا أعمل بجد
في المدرسة"، أو "أفهم دروسي جيداً" ، أو "أبلي بلاءً حسنًا في
عملي" ، أو "أسعى إلى تحقيق هدف" .
حدد ما تخبرهم به عن نفسك وحياتك.
قد يستخدم الوالد السلبي ما تقوله ضدك. بدلًا من الوثوق به، تحدث إلى شخص يستحقّ الثقة حقاً ، مثل صديق أو قريب. فقط تأكد من اختيار شخص لن يبلغ والديك بما تقوله. على سبيل المثال، قد لا تخبر والديك أنك تفكر في بدأ عمل جديد، أو أنك على خلاف مع صديق قديم. حتى لا ينقلبوا عليك.
سامح والديك عندما تكون مستعدًا:
المسامحة لك وليست لمن جرحك. عندما تكون مستعدًا ، أقر بأن والديك كانا على
خطأ لكنهما بشر خطاؤون فقط. تقبل أن الماضي
لا يمكن أن يتغير، واغفر لهم أفعالهم. بادر بالمسامحة و تأمل أن تكون علاقتكم أفضل
في المستقبل. ليس عليك أن تخبرهم أنك تسامحهم إذا كنت لا تريد ذلك، المهم أن تثبت
نيتك في ذلك. قد تبدو مسامحة شخص جرحك أمرًا مستحيلًا، ولا بأس إذا لم تكن مستعدًا
للقيام بذلك. ضَع في اعتبارك أن مسامحة شخص ما لا يعني أن ما فعله على ما يرام أو أنك
لم تتأذى. إنها مجرد طريقة للتخلص من المشاعر المؤذية حتى تتمكن من المضي قدمًا.
اشكركم جزيل الشكر على هذا المجهود الجبار ..... اتدرون غصت عميقا في هذا الموضوع نظرا لاهميته البليغة وامعنت النظر فيه لما يقارب ساعتين ،واخيرا تبين لي ان مشكلتي هي عدم توفيقي في ايجاد آلية صحيحة ومجدية في تواصلي مع اهلي وهذا ما توصلت اليه من خلال القراءات العديدة للمقال .... ساعمل بنصائحكم وتوجيهاتكم باذن الله ... ولكم مني دعواتي بالتوفيق والاستمرار و موفور الصحة والعافية.
ردحذفمشاء اللّه مقال جيد. النقطة التي اعجتبني اننا في امتحان و علينا تفهم ذلك كيف ما كان الامر ، و بقراءة هذا المقال يسهل عليك الامتحان و يعطيك طموحات نحو الافضل. شكرا
ردحذفشكرا💗
ردحذفوعلى كل حال هم يخافون على مستقبلنا لدلك
ردحذفمقالة روعة
ردحذفممكن حبيبتي تعملي كيف ادرس بعطلة وطرق لتخلص من ملل وتحفيز نفس على دراسة ❤❤
يـــا ربــــــــــــــــنا * بــارك لنـــــــا
ردحذفيسر لنا يسر لنـــا * حقق لنا الأمل
كن معـنا كن معنا * أنر لنا الســبل
♥♥♥
ردحذفولكن يبقا الأهل هم مصدر سعادتنا لذلك يجب علينا عدم توقف على محاولة لتصحيح علاقتها بالاولياء
ردحذفشكرا @salma
ردحذف