لا تضيّع وقتك أكثر.

22

لا تضيّع وقتك أكثر.

إذا كنت من الأشخاص الذين يتماطلون عن القيام بأعمالهم، و بدل تنفيذ ما يجب عليك؛ تجد نفسك تأجله كلّ مرة , إذن فهذا المقال من أجلك.

أصعب جزء في كلّ عمل هو البداية, كيف تدفع نفسك للإنطلاق حتى تتقدّم أكثر؟

دعني أترجم أحاسيسك الآن: قد تشعر أنك في معركة أليس كذلك؟ حرب داخلية بين أفكارك؛ طرف منك يشعر بالندم لأنه يضيع الوقت الثمين الذي لا يمكنك إسترجعاعه مهما فعلت، و الآخر لا يريد الخروج من دائرة الأمان الخاصة به لأنه يخاف التعب و يهاب العمل.

الحلّ بين يديك يا صديقي، لا تكن جبانا و تحدّى كلّ معيقاتك، تخلّص من الأغلال التي تربط تفكيرك و تحرّر من كل القيود.

كيف تتوقف عن تضييع الوقت؟

كما قالت ميل روبنز " أنت لست شخصاً مماطلاً  و إنّما تكتسب عادة المماطلة، لأن للعادة طرقا علمية لمعالجتها"

 الخطوة الأولى
: إكتشاف سبب مماطلتك.

البحث عن السبب الحقيقي الذي يمنعك عن القيام بعملك، يساعدك على فهم المشكل أكثر و بالتالي إيجاد الحلّ الأمثل, من دون إلقاء اللّوم على نفسك و الشعور بالضعف و الإحباط. إكتشاف السبب يساعدك على معالجة الضرر بشكل فوري من خلال إتباع خطوات بسيطة. 

السبب الذي يمنعك من الإنطلاق قد يكون:

-          عدم إعطاء العمل القيمة التي يستحقّها.

-          عدم الإيمان بنفسك و فقدانك الثقة.

-          التوقعات و الآراء السلبية.

-          إزدحام جدول أعمالك، أو محاولة القيام بأعمال كثيرة في وقت واحد و هذا ما يسبب الضغط.

-          التهوّر و عدم تنظيم الوقت و إنجاز أعمالك بشكل عشوائي غير منظم.

الخطوة الثانية: لا تَلُم نفسك.

في أغلب الأحيان، عندما نتعذّر عن إنجاز الأعمال التي يجب القيام بها نتراجع و نبدأ في إصدار أحكام على أنفسنا، فنشعر بالندم و لا نتوقف عن لوم أنفسنا بسبب عادة سلبية إكتسبناها بطريقة ما. و الأسوء من هذا، ترديد كلام سلبي يجرح نفسيتنا و هذا ما يسبب فقدان الثقة و الإستسلام و التراجع عن القيام بأي عمل أساسا. الشعور بتأنيب الضمير هذا، هو ما يبقينا سجناء داخل دائرة الكسل، فقد رسخنا في ذهننا فكرة أننا لا نستطيع القيام بأي عمل و هذا ما صرنا عليه فعلاً. يجب أن نتوقف عن إصدار الأحكام بحقّ أنفسنا، يجب أن ندرك أنه لابأس أن نخطأ فبالخطأ نتعلّم، يجب أن ندرك أنه لم يفت الأوان ما دمنا أحياء نرزق، يجب أن ندرك أن الفرص أمامنا لنعوّض ما فاتنا، فقط يجب أن نأمن.

الخطوة الثالثة: ترتيب أولوياتك.

أكبر خطأ نرتكِبه خلال رحلتنا في طريق العمل، و إعتقادنا بأن إنجاز أكبر كمّ من الأعمال في وقت وجيز هو المعنى الحقيقي للإنتاجية، و هذا خطأ شائع جدّا. محاولة القيام بعدة أعمال في آن واحد لا ينتج عنه سوى الإرهاق و الضغط و بالتالي يسبب التعب الذي يأدّي للإستسلام السريع. الرغبة في التغيير و تحسين ظروفك هو ما يدفعك للعمل على تطوير مجالات مختلفة في حياتك و في آنٍ واحد، و لكن ما عليك إدراكه هو أن سرّ نجاح عملك هو إعطاء الأولوية الكبرى لنقطة واحدة و العمل عليها بجدّ ثم الإنتقال للنقاط الأخرى؛ بنفس الطريقة كلّ مرّة عليك أن تختار.

الخطوة الرابعة: لا بأس بقليل من الراحة.

ما لا ندركه عند تعطّشنا للإنتاج و أكثر و النجاح في أعمالنا، هو أنه لا يجب أن نهمل ذلك الجسم الذي يتعب، عقلك الذي يعمل مثل الألة للتفكير و إيجاد المعلومات, و جسدك الذي يسعى بكلّ جهد لإنجاز الأعمال، يجب أن نستمع و نلبي مطالبه. لا تحاول أبدا الضغط على نفسك إذا ما شعرت بالتعب فجسمك ينبهك لحاجته لنيل قسط من الراحة حتى يكمل طريقه. بسبب الفكرة السلبية التي غرسنها في أدهاننا عن المماطلة، أصبحنا نراها و كأنها عدو يترصّد بنا، و لم نعد نفرّق بين الراحة اللّازمة لأجسامنا و المفهوم الحقيقي للكسل و الخمول. إذن,  لِمَ لا نبعد عنّا ذلك التفكير المتعصّب و نتيح الفرصة لأنفسنا؟ إذا كان جسمي يطلب مني قسطا من الراحة فله ذلك, أحدّد فترة أريح فيها نفسي من كلّ الضغوطات ثم أعود للعمل. لا تنسوا، الراحة تمدّ الشخص بأفكار إبداعية أكثر، فارتاحوا و أبدعوا ثم أنتجوا.

الخطوة الخامسة:
  إستغلال الوقت بالطريقة الصحيحة.

قد لا نملك الوقت اللّازم من الوقت، و هذا ما يعاني منه أغلبنا، و هذا أحد أهم الأسباب التي تجعلنا نتباطأ عن القيام بأعمالنا, لأننا نظنّ أننا لا نملك الوقت الكافي لإنهاء عمل ما فتلجأ للحلّ الفوري و هو تأجيل ذلك العمل لليوم التالي أو الأسبوع الذي يليه ثم الشهر القادم ... ثم تتراجع عن القيام به أصلاً. هل أعطيك سراً بسيطاً؟ الحضور التام و التركيز على العمل الذي تقوم به أهم بكثير من أي وقت كان. عندما تركز بشكل تام على عملك فإنك ستكون قادراً على إنجازه في غضون 20 أو 30 دقيقة، بدلاً من تضييع طاقتك خلال ساعة أو أكثر لأنك تعمل بشكل مشتت. لا تنجز أعمالك حسب تقدير الوقت، بل حاول تقدير قدرتك على التركيز و الحضور الذهني أثناء العمل. الوقت ليس عائقا كما تعتقد و إنما العائق الوحيد هو طريقة تفكيرك و تسييرك.

التعليقات

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. محتوى رائع ومفيد شكراً..♥️

    ردحذف
  3. That's what I need thank you so much 🤩❤️

    ردحذف
  4. احسنتم الاحاطة والتعمق والتحليل لمعرفة اسباب هذا الاشكال مع اعطاء حلول تطبيقية وهذا ربما سيكون تحول كبير من التحدث فقط عن مآسينا الى العمل جماعيا بحكمة واحترافية لتهيئة ارضية صحية يكون فيها التواصل اكثر سلاسة واكثر جرأة بين جيل مضى وجيل قادم ..انا ارى والله اعلم انكم اكفاء لبث افكار حية في اذهان الشباب لاتمام ما بدأ فيه اسلافنا ... وانا متاكد بان روح الشعور بالوطنية سيكبر اكثر فاكثر وفق قيادة حكيمة ورشيدة ....... واقصد بالقيادة هنا قيادة الموقع ...................Your bro F.B

    ردحذف
  5. Absolutely Wright ❤❤

    ردحذف
  6. شكرا على هذا المحتوى
    انا في الفترة الاخيرة اصبحت لا اريد القيام بأي عمل و هذا نتيجة المماطلة و الان ساعدني هذا المقال على تحسين نظرتي للاهداف و الاعمال التي اريد انجازها

    ردحذف
  7. محتوى هادف و راقي جدا 🦋🌼😍

    ردحذف
  8. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  9. https://douaameriem.blogspot.com/ هذه مدونتي انشر فيها افكار واقتباسسات اتمنى ان تزوروني

    ردحذف
  10. أكثر من رائع شكر لك سلمى ووئام وبسيط وكل القائمين على فكرة المشروع عموما وعلى هذا المقال خصوصاً ❤️❤️

    ردحذف
  11. ماشاء الله بوركتم وزادكم الله نجاحا

    ردحذف
  12. Thanks that's help me

    ردحذف
  13. سلمى يا رائعة انصحيني عن تنظيم الوقت

    ردحذف

بحث هذه المدونة الإلكترونية