لو طلبت منك الآن وصف
نفسك, ستقوم بذكر تفاصيل متعدّدة حول شخصيتك و ذاتك. لكن إذا طلبت منك وصف ذاتك
قبل خمس أو عشر سنوات من الآن, هل يا ترى ستكون لك نفس الإجابة؟
دعني أجيبك, لا, بالطبع لن تكون نفس الإجابة.
بالأحرى لا يجب أن تكون نفس الإجابة. لماذا؟
لأن الإنسان يا صديقي بطبيعته مخلوق متغيّر,
متغّير الشكل, متغيّر الطبع و متغيّر الفِكر. بالإضافة إلى أن التغيير يحدث نتيجة
لتطوّر الفرد, فالإنسان دائما يسعى لتحسين ذاته و تطويرها بالتعلّم و خوض التجارب.
لا ننكر حقيقة أن كلّ فرد يريد تغيير شيء ما حول نفسه سواءا كان ذلك التغيير ينعكس
سلبا أو إيجابا على الفرد.
لماذا صارت كلمة "تغيير" تشكل تهديدا بالنسبة لبعض الأشخاص؟
بات مفهوم التغيير يخيف فئة من الأفراد، فلا
يتقبلون أي تغيير في حياتهم مما يسبب لهم أزمات في أغلب الأحيان, فيحولونه إلى
مشكل لا أساس له من الوجود أصلا. لا يقتصر هذا الرفض على أنفسهم فقط، بل ولا
يتقبلون تغيير أي شخص من محيطهم أو من معارفهم و هذا سبب نقدهم المستمر للأفراد و
في غالب الأحيان تأدي هذه الصفة إلى وقوع مشاكل مع الشخص الآخر خصوصا إذا كان من
المقربين. أغلب الأشخاص يرفضون التغيير لأنهم يخافون من المجهول, و يخافون
المخاطرة و خوض التجربة و لهذا يتطلّب النجاح التحلي بالشجاعة يا أصدقائي. تابعوا
قراءة المقال و سأشرح لكم الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة.
أسباب التغيير:
التغيير حدث قائم لا محال منه, لا يمكن تفاديه مهما حاولت, أنا أتغير و أنت تتغير و كل العالم متغير. هناك تغيير يحدث بشكل تلقائي و هناك تغيير متعمّد.التغيير المتعمد يحدث عندما تقرّر و تخطط
لإحداث تغيير في حياتك أو في ذاتك, مثلا تقرّر خسارة الوزن أو ترك عادة سلبية, أو
تقرر تغيير عملك أو تقرر الزواج, إذن هذا تغيير متعمد و مخطط له.
أما التغيير التلقائي و الذي يحدث بشكل طبيعي من دون أي تدخل أو تخطيط فيحدث نتيجة لعوامل مختلفة, أهمها:
- الوقت:
الإنسان مخلوق متطوّر، كلّما عاش أكثر
كلّما خاض تجارب أكثر و هذه التجارب تعلّمه و تساهم في تطويره. مع زيادة معارف
الشخص تزيد حِنكته و تتغير رُأيته و تشخيصه للأحداث و هذا التطوّر هو ما يغيّر
تفكير الشخص و بتغيّر تفكيره يتغيّر طبعه و تتغير شخصيته.
- الإلتزام:
تحقيق هدف ما و الوصول إلى مبتغاك يتطلّب
تضحيات و مجهودات كثيرة, و بفعل هذه العوامل تحدث تغييرات تلقائية كتغير الأولويات
و بذلك تتغير طباعك بشكل لا إرادي. غالبا لن تستطيع تحقيق ما أردت من دون تلك
التغيرات.
من الأمثلة الأكثر شيوعا في هذا السياق، الزواج: نرى و نسمع كثيرا أن كلّ من يتزوج يتغير طبعه و شخصيته، و هذا الأمر طبيعي. ما ليس طبيعيا، هو إستمرار معارف الشخص في لومه و إنتقاده. لماذا أو ليس هذا الأمر عاديا جدّا، بل أنا أرى أنه واجب الحدوث, كيف لك أن ترتبط بشخص مدى الحياة و تلتزم بحبه و تقاسم حياتك معه و تبقى كما أنت؟ هذا حتى و لو أردت لن يمكنك الحفاظ على شخصيتك كما كانت. مسوؤلياتك و إلتزاماتك الجديدة لن تتوافق مع إلتزامتك السابقة فمن البديهي و من الحكمة إحداث تغيير على تفكيرك و شخصك حتى تُوفّق في حياتك الجديدة. و العمل مثال حي آخر، طبيعة العمل تختلف من مهنة لأخرى و إتزاماتك تحتم عليك إحداث تغييرات و غالبا ما تكون هذه التغييرات لا إرادية. الحياة و التجارب المختلفة لكل فرد هي خير مثال على هذا, فقط عُد للوراء و ابحث قليلا في أرشيفك الخاص و لا بدّ أنك ستجد أمثلة متعدّدة.
- تطوير الذات:
هذا سبب آخر لتغيّر الفرد، تطوير الذات
يعني تغيّر تفكيرك و عاداتك و طباعك و بالتالي تتغير نظرتك للأمور. كلّما طوّرت
ذاتك كلّما أصبحت أكثر وعياً و تنظيما و إلتزاما و هذا في حدّ ذاته تغيير. عملية
التغيير تنطلق من تفكيرك و قناعاتك.
- الأحداث الغير متوقعة:
لا بدّ أنك واجهت حدثا غير متوقع في حياتك
من قبل، هل يا ترى حدث تغيير في ذاتك بعد ذلك الحدث أو لا؟ لا بدّ أنه حدث تغيير
حتى و لو كان طفيفا. ربما تخطط لحياتك بشكل جميل و كل الأمور تسير على ما يرام،
فجأة من دون أي سابق إنذار تعيش حدثا يزعزع كل إستقرارك و هذا بالضبط قد يكون نقطة
تغيير في حياتك كلّها. ربما تفقد وظيفتك و يسبب هذا تغييرا في حياتك و طريقة عيشك
و هذه التجربة تعلّمك الكثير و ربما تكون سببا في نجاح أكبر لو أحسنت إستغلالها.
قد تعيش فقدان شخص عزيز عليك و هذا يحقن مشاعرك و يغير نظرتك للحياة و تعاملك مع
الأشخاص و ربما يترك فيك صدمة تتسبب بتغير طباعك.
لقد اعطيتني دفعه للامام فكل ما كنت اخاف منه هو التغيير بسبب جهلي للمجهول لكن الان مادمت اريد تحقيق هدفي والالتزام فان التغير شيئا لا مفر منه انا متشوقة له
ردحذفشكرا سلمى ����
اللي كتبت المقال وئام مش سلمى 😒
حذفاحببت المقالة جدا و صراحة التغيير هو شيئ ضروري في حياتنا رغم أننا نخاف منه لأنه دائما ما يكون خارج منطقة راحتنا إلا انه يجعلنا بالفعل أقوى و يصنع منا أفضل نسخة من انفسنا
ردحذفلقد أحببت المقال جدا لقد جاء في وقته أنا أعمل على التغيير لقد أعطيتني جرعة أمل وتحفيز وأنا أستفيد من نصائحك كثيرا����
ردحذفان كنت قد شاهدتي فلم five feet apart فقد تكونين قد سمعت جملة(اذن فقد قررت ان تموتي ذكية)
ردحذفقرائة مقالك الرائعة و المحاك بعبقرية جعلني اتذكر هته الجملة هههه ..ارجوا لك التوفيق في زواجك و تحقيق ما يامله قلبك .الكثيييير من الحب
الكاتبة وئام وليست سلمى 😒👌🏻
حذفI luvv ittt, thank u selmaaaa u are the best ❤️
ردحذفشكرا لك سلمى كان مقالا رائعا ومحفزا .. ويساعد كثيرا على للتخلص من الخوف الذي ينتابنا عند التغيير خاصة الخوف المصاحب للخروج من منطقة الراحة. جزاك الله كل خير❤️
ردحذفشكراً من أعماق القلب
ردحذفموضوع مليح fayçal bendjebel
ردحذفOmg i loveee it this os great article about change thanks so mucho
ردحذف