لماذا نسمح لآراء الأشخاص بالتحكم في حياتنا؟

14

 في كلّ مرّة تسمح لأحد بأن يترك تأثيرا سلبيا على طريقة تفكيرك، شعورك أو تعاملك، فأنت تعطيهم أداة التحكّم في حياتك. يحدث هذا الأمر بشكل تلقائي و لن تتداركه إلاّ بعد فوات الأوان، قد تغيّر بعض تصرّفاتك من أجل أن تحظى ببعض من الإعجاب لكن ذلك التصرّف الذي تخاله بسيطا قد يأثّر على حياتك كثيراً. الأسوء من هذا هو تحوّل ذلك التصرّف التلقائي إلى مشكلٍ جاد حقاَ؛ قد تسمح لأحد أصدقائك أو أحبّتك بأن يصدر أحكاما بحقّك، أو يترك لك تعليقات سلبية في كلّ مرّة تكرار هذه الظاهرة يتسبب في تغيّر طريقة  تفكيرك و مع مرور الوقت يخلّف تغييرا في كلّ شخصيّتك كفقدان الثقة بالنفس و التردّد و الخوف و هنا يتحوّل ذلك التصرّف إلى مشكل حقيقي.

من منّا لا يريد بناء شخصية قوية لا تتأثر قراراتها بآراء الأفراد أو بإنتقاداتٍ و تعليقاتٍ لا أساس لها من الصحة، شخصية قادرة على مواجهة كل صعوبة تواجهها و تخطي كلّ عقبة. في هذا المقال سنتناول موضوعاً يعني كلّ واحد منّا، تلك التعليقات السلبية الصادرة من محيطنا و التي لم نستطع التخلّص منها بأي شكل كان. في هذا المقال سأطلعكم على بعض الطرق التي تقلل من تأثير آراء الأفراد على نفسيتنا بشكل خاص و على حياتنا بشكل عامّ.

1.    
وضع حدود شخصية:

ذلك الزميل الذي لا يتوقف عن التذمّر من كثافة الدراسة أو كثرة العمل، أو صديقك الذي يُظهِر إهتمامه الإصطناعي كلّما كان بحاجة لقضاء مصلحة ما، أو ذلك الأخ الذي لا يكفّ عن إصدار تعليقات إستفزازية و سلبية بحقّ كلّ عمل تقوم به؛ إنهم يستنزفون طاقتك ووقتك لا أكثر و هذا لأنك تفتح المجال أمامهم، و تسمح لهم بالتعدي على حدودك الخاصة. يجب أن نكون واعين لأهمية وضع الحدود الشخصية التي لا يمكن لأي أحد تخطيها للحفاظ على سلامة نفسيّتنا. يجب أن تظهر رفضك و عدم تقبّلك لأي أمر يزعجك، إبتعد عن أي شخص لا يعجبك تعامله ولا تسمح لأيٍّ كان بتخطي تلك الخطوط الحمراء التي رسمتها. صدّقني أصدقاءك الحقيقيون لن يتضرّروا من قراراتك بل سيتفهمونك، أمّا أولئك الذين يظهرون إنزعاجهم فهذا دليل على أنهم لم يكونوا و لن يصبحوا يومًا أصدقاءً حقيقيين و لا بدّ أنك في غِنى عن تواجدهم في حياتك.

2.    
تحمّل مسؤوليتك كاملة:

يجب أن نتحمّل مسؤولية كلّ عمل نقوم به و لا نلقي اللّوم على أي أحد عندما نخسر أو نفشل في ما أردنا القيام به، ألم تلاحظ من قبل أنك في كلّ مرّة تلوم غيرك تزيد مشاعرك السلبية؟ بدلاً من تحمّل كلّ المسؤولية، تقوم بجذب مشاعر سلبية أخرى إليك. يجب أن نتحمّل مسؤولية أحاسيسنا و لا نسمح لها بالتأثير علينا، و إن أثّر عليك أحد بشكل سلبي بردّ أو بتعليق فحاول تغيير  طريقة تصرّفك، بدلاً من إبداء الإنزعاج و الإنفعال فقط إبتعد عنه و لا تترك أي ردّ، أو خذ نفسا عميقا و فكّر بشكل إيجابي و تابع إبداء رأيك هذا إذا كان النقاش ضروريا يتطلّب المواصلة.


3.    
تعايش حسب قيمِك الشخصية:

قِيمك هي ما تحدّد طريقة تفكيرك و تعايشك مع أي حدث، عندما تكون قيمك ثابتة و قوية فلن تتأثر بآراء الآخرين و لن تهتم بآراء و ردود الآخرين لأنك واثق بنفسك و قيمك. حدّد الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لك و عِش حسب تلك الأولويات التي حدّدتها، كرّس وقتك للقيام بالأشياء التي تهمّك بدلاً من تضييع ذلك الوقت على تعليقات فارغة لن تفيد في شيء غير إزعاجك. عندما تكون واثقا من خياراتك و متأكّدا من الأولويات التي وضعتها ستتحوّل آراء الأشخاص السلبيين إلى فُتاتٍ تكنسه عندما تفرغ من عملك. لا تحاول إثبات صِحة كلامك و موقفك، صدّقني إنها مجرّد مضيعة للوقت، مجادلة كومة سلبية هو شاحن للسلبية بحدّ ذاته فلا داعي للإنخراط في أي نقاش لا منفعة لك منه. لا يجب أن ننتظر موافقة أي أحد كان لنشعر بتحسن، إذا شعرنا بحاجة لتصفيق من الآخرين لتأكّد أننا نبلي جيّدا فهذا يعني أننا سنكون سجناء لآراء الأشخاص و بالتالي تعطيهم القدرة للتحكّم بك و بمشاعرك في كلّ مرّة. كن واثقا من قيمك و تعايش حسبها.

   

كن واثقا من خياراتك في كلّ خطوة تخطوها، إحرص على القيام بنشاطات إيجابية تستحقّ وقتك و طاقتك. ما الحياة إلّا رحلة نتعلّم شيئا جديدا منها في كلّ مرة، كلّ تجاربنا السابقة تبني شخصيتنا الحالية و التي تشكّل مستقبلنا أيضا. في هذا السياق نصيحتي لك: " لا تسمح لأي تعليق أو رأي أو أي كلمة سلبية بالتأثير على تفكيرك أو قراراتك أو طريقة تعاملك" صدّقني هذا الأمر لا يستحقّ أبداً، بالعكس أثبت عكس ذلك، ليس بالمجادلة و الغضب بل بالعمل، أثبت عدم صحة ذلك التعليق بالفعل. في حال ما إذا راودتك مثل هذه الأفكار حاول تشتيت إنتباهك و قلب الصفحة، لا تركّز على طاقة سلبية تحاول إغراقك.

تريد تحقيق النجاح؟ تخلّص من المعيقات الفكرية.

15

 أفكارنا و معتقداتنا لها تأثير كبير على سيرِ حياتنا، بل هي ما تحدّد وِجهة طريقنا. لكن للأسف هناك الكثير من الأفكار او المعتقدات المحدودة و التي تشكل عائقاً في طريق نجاحنا. هذه المعتقدات المحدودة هي تلك الافكار السلبية التي تقيّدنا فتصبح حاجزا يمنعنا من بلوغ غايتنا. و إذا سمحت لهذه الأفكار بالسيطرة على حياتك فسيكون طريقك شاقاً مليئا بالمتاعب، إذن من الأحسن لك أن تتخلّص من كلّ فكرة تحدّك من التقدّم و النجاح.

هل تعلم لِم القليل فقط من الأفراد ينجحون في الوصول للهدف المنشود؟ لأنهم تمكنوا من إماطة أدى كلّ فكرة تشكل عائقا في طريقهم. إذا سمحت لمثل هذه الأفكار بالتغلغل داخل نظام عقلك فستسبب إعاقة شاملة عند بداية الطريق، لأنك بتفكيرك السلبي تقوم ببرمجة عقلك ليعمل على أساس تلك الأفكار. ستصبح مهووسا بإلهاء نفسك و تقديم أعذار متتالية لتبرير تأخرك عن القيام بما يجب عليك تنفيذه حقاً محاولاً إقناع نفسك أن هذه هي الحقيقة، توقف عن القيام بهذا التصرّف و إلتفِت لما يجدر بك القيام به حقاً.  

كيف لي أن أقوم بهذا العمل؟ لا أملك الخبرة و لا المؤهلات الكافية، لا أستطيع، أخاف الخسارة، مذا سيكون رأي أصدقائي و عائلتي؟ سأتحوّل لمهزلة، لا أزال صغيرا على هذا، مازال هناك الكثير لأمرّ به.... و غيرها من أعذار تملئ تفكيرك بها، أليس كذلك؟ أعلم أنك تحلم بتحقيق أهداف كثيرة، لكنك لا تسجّل أي تقدّم، هل تعلم لماذا؟ لأنك تستمرّ في تكرار هذه الأقاويل حتى غرستها في عقلك لتصبح بذلك معتقداً راسخاً في ذهنك و لم تعطي فرصة لنفسك لتحاول حتى.

كيف أتخلّص من هذه المعيقات الفكرية؟  

هذه المعتقدات السلبية المعيقة لنجاحك ما هي إلاّ أفكار راسخة في ذهنك و التخلّص منها لا يتطلّب سوى التحلّي بالوعي و الإصرار على ما تريد القيام به، و يمكنك إزالتها بأساليب جدّ بسيطة.


1.    حدّد الفكرة الخاطئة: تحديد الفكرة الخاطئة التي تشكل لك عائقاً هي أول خطوة يمكنك القيام بها، سَلْ نفسك: ما هي الخطوة أو الفكرة التي تعرقل طريقك أو تشكّل حاجزاً يحول بينك و بين الوصول لهدفك؟ عندما تجد إجابة هذا السؤال، ستحدّد الخلل مما يسهّل عليك إيجاد الحلّ الفوري له. كلّما أسرعت في تحديد مكان العطل كلّما كان إصلاحه سهلاً و سريعاً، و هذا دليل على ذكائك و قدرتك و إستحقاقك لبلوغ مرادك. 

2.      عزّز ثقتك بنفسك: لتعزيز ثقتك بنفسك عليك أ تكون مقتنعا تماما بما تقوم به، أولاً. ثانيا، عليك أن تصبّ كلّ تركيزك و إهتمامك على ذلك الشيء الذي تريد تغييره أو تطويره. كلّما ركزت على الشيء و كرّرته صار جزءا لا يتجزأ من نظامك الفكري، و بالتالي سينعكس على طريقة تفكيرك و طريقة تعاملك. إذا ركزت على فكرة الثقة بنفسك و الإيمان بقدراتك و التحلي بالشجاعة للقيام بكلّ ما تريد، مع مرور الوقت ستلاحظ أن ثقتك تتزايد و تصبح عاملا مغروسا في شخصيتك.  عندما تعزّز تلك الثقة في نفسك كلّ شيء آخر سيصبح ممكنا بالنسبة لك.

3.      خطّط لكلّ خطوة: وضع مخطّط تسير عليه بإتجاه الهدف المنشود سيساعدك على التركيز في الهدف مباشرة و يمنع أي عائق من تشويش تفكيرك. من أجل وضع مخطط أهداف فعّال عليك البدأ بتحديد أهداف بسيطة، واقعية، و قابلة للتحقيق في الوقت الراهن، على الأقل في بداية المشوار. الأهداف الكبيرة و الشاملة هي ما تتسبب في خسارتك لعنصر التحفيز، لأنك حينها فِعلاً ستبدأ في التفكير أنها كبيرة عليك و لا يمكنك تحقيقها.

4.      العمل: العمل بجدّ سيساعدك على التخلّص من كلّ فكرة سلبية تراودك، حدّدنا الخلل، ثم عملنا على تعزيز إيماننا بأنفسنا، ووضعنا مخططا للوصول للهدف، بقي الآن العمل على تنفيذ ذلك المخطط أليس كذلك؟

كيف نطبق مخطّط العمل الذي يوصلنا لما نطمح؟

أولا قم بتدوين 10 أهداف تريد تحقيقها خلال هذه السنة، تمعّن في القائمة التي وضعتها جيداً و قم بإختيار ذلك الهدف الذي ترى أنه فعّال وله أقوى تأثير إيجابي على حياتك، ذلك الهدف الذي ترى أن في تحقيقه فائدة كبيرة لنفسك و حياتك كلّها. الاولوية الاولى في حياتك ستُعطى لهذا الهدف بالذات عليك البدأ في العمل عليه من الوهلة الاولى؛ قم بتحديد الوقت اللّازم لتحقيقه و حدّد الادوات و المهارات الواجب عليك تبنيها لمساعدتك على النجاح في تحقيقه، و أخيرا عليك ان تلتزم بالعمل عليه كلّ يوم و لا تسمح لا للمماطلة و لا لعراقيل أخرى بإزاحتك عن سبيل هدفك، عليك أن تتحكّم في ذاتك و تتحكّم في مجرى حياتك. أنت قبطان سفينتك فأحسِن القيادة. 

نظرة الأشخاص للتغيير.

11

لو طلبت منك الآن وصف نفسك, ستقوم بذكر تفاصيل متعدّدة حول شخصيتك و ذاتك. لكن إذا طلبت منك وصف ذاتك قبل خمس أو عشر سنوات من الآن, هل يا ترى ستكون لك نفس الإجابة؟
دعني أجيبك, لا, بالطبع لن تكون نفس الإجابة. بالأحرى لا يجب أن تكون نفس الإجابة. لماذا؟
لأن الإنسان يا صديقي بطبيعته مخلوق متغيّر, متغّير الشكل, متغيّر الطبع و متغيّر الفِكر. بالإضافة إلى أن التغيير يحدث نتيجة لتطوّر الفرد, فالإنسان دائما يسعى لتحسين ذاته و تطويرها بالتعلّم و خوض التجارب. لا ننكر حقيقة أن كلّ فرد يريد تغيير شيء ما حول نفسه سواءا كان ذلك التغيير ينعكس سلبا أو إيجابا على الفرد.

لماذا صارت كلمة "تغيير" تشكل تهديدا بالنسبة لبعض الأشخاص؟

بات مفهوم التغيير يخيف فئة من الأفراد، فلا يتقبلون أي تغيير في حياتهم مما يسبب لهم أزمات في أغلب الأحيان, فيحولونه إلى مشكل لا أساس له من الوجود أصلا. لا يقتصر هذا الرفض على أنفسهم فقط، بل ولا يتقبلون تغيير أي شخص من محيطهم أو من معارفهم و هذا سبب نقدهم المستمر للأفراد و في غالب الأحيان تأدي هذه الصفة إلى وقوع مشاكل مع الشخص الآخر خصوصا إذا كان من المقربين. أغلب الأشخاص يرفضون التغيير لأنهم يخافون من المجهول, و يخافون المخاطرة و خوض التجربة و لهذا يتطلّب النجاح التحلي بالشجاعة يا أصدقائي. تابعوا قراءة المقال و سأشرح لكم الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة.

أسباب التغيير:

التغيير حدث قائم لا محال منه, لا يمكن تفاديه مهما حاولت, أنا أتغير و أنت تتغير و كل العالم متغير. هناك تغيير يحدث بشكل تلقائي و هناك تغيير متعمّد.

التغيير المتعمد يحدث عندما تقرّر و تخطط لإحداث تغيير في حياتك أو في ذاتك, مثلا تقرّر خسارة الوزن أو ترك عادة سلبية, أو تقرر تغيير عملك أو تقرر الزواج, إذن هذا تغيير متعمد و مخطط له.

أما التغيير التلقائي و الذي يحدث بشكل طبيعي من دون أي تدخل أو تخطيط فيحدث نتيجة لعوامل مختلفة, أهمها:

  • الوقت

الإنسان مخلوق متطوّر، كلّما عاش أكثر كلّما خاض تجارب أكثر و هذه التجارب تعلّمه و تساهم في تطويره. مع زيادة معارف الشخص تزيد حِنكته و تتغير رُأيته و تشخيصه للأحداث و هذا التطوّر هو ما يغيّر تفكير الشخص و بتغيّر تفكيره يتغيّر طبعه و تتغير شخصيته.

  • الإلتزام:

تحقيق هدف ما و الوصول إلى مبتغاك يتطلّب تضحيات و مجهودات كثيرة, و بفعل هذه العوامل تحدث تغييرات تلقائية كتغير الأولويات و بذلك تتغير طباعك بشكل لا إرادي. غالبا لن تستطيع تحقيق ما أردت من دون تلك التغيرات.

من الأمثلة الأكثر شيوعا في هذا السياق، الزواج: نرى و نسمع كثيرا أن كلّ من يتزوج يتغير طبعه و شخصيته، و هذا الأمر طبيعي. ما ليس طبيعيا، هو إستمرار معارف الشخص في لومه و إنتقاده. لماذا أو ليس هذا الأمر عاديا جدّا، بل أنا أرى أنه واجب الحدوث, كيف لك أن ترتبط بشخص مدى الحياة و تلتزم بحبه و تقاسم حياتك معه و تبقى كما أنت؟ هذا حتى و لو أردت لن يمكنك الحفاظ على شخصيتك كما كانت. مسوؤلياتك و إلتزاماتك الجديدة لن تتوافق مع إلتزامتك السابقة فمن البديهي و من الحكمة إحداث تغيير على تفكيرك و شخصك حتى تُوفّق في حياتك الجديدة. و العمل مثال حي آخر، طبيعة العمل تختلف من مهنة لأخرى و إتزاماتك تحتم عليك إحداث تغييرات و غالبا ما تكون هذه التغييرات لا إرادية. الحياة و التجارب المختلفة لكل فرد هي خير مثال على هذا, فقط عُد للوراء و ابحث قليلا في أرشيفك الخاص و لا بدّ أنك ستجد أمثلة متعدّدة.  

  • تطوير الذات:

 هذا سبب آخر لتغيّر الفرد، تطوير الذات يعني تغيّر تفكيرك و عاداتك و طباعك و بالتالي تتغير نظرتك للأمور. كلّما طوّرت ذاتك كلّما أصبحت أكثر وعياً و تنظيما و إلتزاما و هذا في حدّ ذاته تغيير. عملية التغيير تنطلق من تفكيرك و قناعاتك.

  • الأحداث الغير متوقعة

لا بدّ أنك واجهت حدثا غير متوقع في حياتك من قبل، هل يا ترى حدث تغيير في ذاتك بعد ذلك الحدث أو لا؟ لا بدّ أنه حدث تغيير حتى و لو كان طفيفا. ربما تخطط لحياتك بشكل جميل و كل الأمور تسير على ما يرام، فجأة من دون أي سابق إنذار تعيش حدثا يزعزع كل إستقرارك و هذا بالضبط قد يكون نقطة تغيير في حياتك كلّها. ربما تفقد وظيفتك و يسبب هذا تغييرا في حياتك و طريقة عيشك و هذه التجربة تعلّمك الكثير و ربما تكون سببا في نجاح أكبر لو أحسنت إستغلالها. قد تعيش فقدان شخص عزيز عليك و هذا يحقن مشاعرك و يغير نظرتك للحياة و تعاملك مع الأشخاص و ربما يترك فيك صدمة تتسبب بتغير طباعك.

لهذا لا يجب الحكم على أي شخص مهما كان، و إن تغيّر فلسبب إيجابيا كان أو سلبيا لا داعي لإصدار أحكام عشوائية. و لكل من عاش صدمة، إبحث جيدا في ذلك الحدث لا بد من وجود رسالة تعلّمك الكثير و لو عرفت السرّ المخفي وراءها ستكون سببا في نجاحك. لا شيء يحدث من دون سبب في هذه الحياة، و الله ما إبتلاك إلا ليمتحنك، ما عليك سوى إجتياز الإمتحان لترى النجاح.

الحفاظ على إيجابيتك في محيط سلبي؟

15

" كيف لي أن أكون إيجابيا و الوضع الوبائي الذي عمّ العالم غيّر حياتنا كليّا، نشهد كل يوم فقدان أحبابنا، أو بتنا ننام و الخوف يتملكنا من فقدانهم. أحلام و أهداف خططنا لها و غيرت مجراها رياح هذا الوضع. حتى تذمر و تعليقات الأشخاص حولنا باتت تألمنا أكثر من أي وقت مضى. فكيف لي أن أكون إيجابيا؟ "

إنه لمن الصعب جدا أن نحافظ على إيجابيتنا في مثل هذا الوضع، بل يبدو مستحيلا أن نتحلى بتفكير إيجابي حتى. أنا متأكدة أن الأمر صعب جداً ، عليك أو علي و على الجميع كذلك. كنتَ تخطط و تطمح ووضعتَ أهدافا، كنتَ متحمسا لتقدّم أفضل ما لديك لكن شائت الأقدار أن يتغير كلّ شيء. إنه لأمر صعب و مؤسف حقاً، لهذا أردت إيصال رسالة لك يا صديقي من 
خلال خذا المقال فلربّما أساعدك على رفع معنوياتك ولو بكلمة بسيطة. 


كيف نواجه أيامنا الصعبة؟ 

كيف نتخطى هذه العقبات و خيبات الأمل يا ترى؟ و كيف نستعيد الأمل بعد كلّ هذه العقبات؟

حسنا، قد يكون الأمر صعبا لكنه ليس مستحيلاً. عليك أن تتعلّم كيف تحوّل تلك الطاقة السلبية لصالحك، إنني أكرّر المصطلح مرة ثانية " تتعلّم". يجب أن تتعلم نعم، هذا الأمر لا يحدث فجأة يا صديقي، هذا لا يحدث بمجرد تكرار كلمة " أنا شخص إيجابي" لا نحن لا نتحدث عن مصباح علاء الدين هنا. هذا يتطلّب جهدا و عملا و صبراً كبيرا. سأقدم لك بعض الخطوات التي تساعدك على إعادت النظر في بعض الأمور.

1.      عِش ألمك: لا يمكنك تخطي أي ألم بالتستر عليه؛ فرضا كان عندي مرض و دواءه يتطلّب مني إجراء عملية عاجلة، لكنني أفضل أن أخفي الأمر ولا أخبر أحدا و لا أقوم بالعملية حتى لا يظهر للناس مرضي، هل سأشفى من ألمي بعد هذا القرار؟ ما رأيك أنت؟ في الغالب سيكتشفون مرضي قبل دفني تحت التراب بساعات قليلة، ألم أقتل نفسي بسبب تصرّف طفولي غير مسؤول؟ بلا قتلتها. كذلك الوجع الذي تعاني منه يا صديقي، مهما كان نوعه، إن أخفيته لن تجد حلاّ له أبدا و إنما ستزيده سوءا يوما بعد يوم. إسمح لنفسك بتقبل ذلك الألم، ثم واجهه، توجّه لجهة مختصة تساعدك على إيجاد الحلّ و الدواء، قم بإعطاء نفسك فترة نقاهة ثم عُد بقوة أكبر.

2. كن مُهيّئا للصدمات: عند التخطيط لأي شيء في حياتك، توقع أكبر الصدمات التي قد تواجهك، هيئ نفسك لأسوء الأمور التي قد تحدث، فكّر فيها و فكّر في حلول لها. بهذه الطريقة، مهما كانت قوة الصدمة؛ قد تألمك لكنّها لن توقِعكَ أرضا، ستكون جاهزا و لن يُأديك الوضع كثيرا لأنك حضرت الحلول مسبقا. معظم الأحداث السيئة التي تحدث لنا، لم نكن نتوقعها، أو لم نفكر فيها يوما، و بعضها تكون قاسية و لا نستطيع التحكم فيها للأسف، لكن إذا طوّرت القدرة على توقع الجانب السلبي من الامور و التفكير بعقلانية و ووضع حلول تحسبا لأي طارئ قد يحدث تكون بهذا تجنبت صدمة قد تحدث لك. قد يقول البعض" أليس هذا بحد ذاته تفكيرا سلبيا؟ لم نفكر في الأمور السلبية فنجذبها؟ " لا يا صديقي، هذا ليس تفكيرا سلبيا و إنما هو تفكير عقلاني. شئنا أم أبينا، لكل شيء جانب مظلم و الآخر مشرق، فمن الأفضل أن نكون واقعيين و نحضِّر أنفسنا لكل طارئ قد يصيبنا في حياتنا.

3.  سيطر على ردود أفعالك: في الحقيقة هذا أمر صعب جدا، لكن كلّما تدرّبت عليه سيصبح ممكنا شيئا فشيئا.  السيطرة على الذات أحد أهم أسرار النجاح في الحياة المهنية أو الشخصية، لكن دعني أسألك سؤالا بسيطا، هل تسيطر على ذاتك عندما يكون تفكيرك سلبيا؟ أتوقع أن تكون إجابتك " لا". هذا أمر طبيعي جداً، لكن لا بدّ من التخلّص من هذه العادة السلبية التي لا تجلب سوى المشاعر السلبية معها، لماذا؟ مثلا، حدث معك أمر في مكان العمل لم تكن تتوقعه و تعرضت لتوبيخ من صاحب العمل و بدلا من تمالك أعصابك، كانت ردّت فعلك أكثر استفزازا مما جعل صاحب العمل يطردك حالاً و زادت حالتك سوءا بعدها؛ ألم تكن في غِنا عن كلّ هذا لو سيطرت على ذاتك و تمالكت أعصابك و كانت ردّت فعلك أكثر حِكمة؟ مهما كنت محِقا في أمر ما، إن لم تتمالك أعصابك في مواقف سلبية، سواءاً حزناً أو غضبا أو غيرها، فستنقلب دفتك و تصبح أنت الجانب المخطئ في القصة. تعامُلك الحكيم في المواقف الصعبة سيُحدّد النتائج المنعكسة على حياتك، و سيسهّل تعاملك مع الأمور القادمة مهما كانت صعوبتها.

4.      عِش مشاعرك بشكل صحي: مذا؟ هل أخطئتِ في تركيب جملتك أم ماذا؟ " أتوقع أن يكون هذا ردّكم" لا لم أخطئ، أجل عِش ألمك أو سلبيتك بشكل صحي. كيف يكون هذا؟ يكفي أن تكون واعيا لتفكيرك، بل يجب أن تكون واعيا. إسمح لنفسك بعيش الألم و هيّء نفسك للصدمات و تحكم بذاتك، لكن أهم شيء، يجب أن تتعلّم وضع حدود لكل مرحلة تعيشها. أولاً، لا تدع تلك المشاعر تستهلك كلّ طاقتك، هدفك كان التخلّص من المشاعر السلبية، فتلتفت لتجد جسمك مُنهكا و صحّتك متدهورة, لا يا أخي هذا لن يساعدك لا على التخلّص من السلبية ولا على التقدّم نحو الأمام، بل سيزيدك سوءا بعده سوء. ثانيا، لا تنسى أن أثمن ثروة في حياتنا هي الوقت. الوقت يا صديقي علاج، الوقت دواء و الوقت كنز فلماذا تهدره على كلّ هذه الدراما؟ حتى و لو كانت كلّ الظروف ضدّك، حاول إستغلال و لو جزء قليل في القيام بشيء يفيدك، و هذا في حدّ ذاته علاج لمشاعرك السلبية.

5.   أفضل علاج هو تحقيق تقدّم: هل تعلم ما هي أفضل وصفة لتخطي أي مرحلة صعبة في حياتك؟ إنها العمل، أجل إنجاز أمور و لو كانت صغيرة و بسيطة جداً ستساعدك على التخلّص من أي شعور سلبي تعاني منه. قم بإعطاء كل عمل تقوم به إهتماما خاصا، كلّ خطوة تنجزها تعني أنك تتقدّم، و لو ببطء لكنك تتقدّم. ذلك الهدف الذي تعمل عليه و حدث معك أمر لم تتوقعه و إنقلب حماسك لمشاعر سلبية كلها حزن و خيبة أمل، عُد إليه، عُد للقيام بما كنت تريده، لا تنتظر حتى تأتيك طاقة تحفّزك و تحملك و تأخدك للقيام بعملك، إن إنتظرتها؟ لأبشرك : ستنتطر كثيرا لكن الوقت لا ينتطر يا صديقي. التحفيز لا يأتي بكلمة أو إثنتان، التحفيز يبدأ من أفكارك و إيمانك، التحفيز يأتي مع كلّ خطوة تقوم بها، و التحفيز الحقيقي يأتي كلّما رأيت أنك تنجز أكثر، كلّما رأيت نتائج عملك، هذا هو التحفيز الحقيقي. إعمل و إجتهد و سترى النتائج، ثابر و ستحصد ثمار تعبك، و رويدا رويدا ستشهد تحوّل تلك المشاعر السلبية لطاقة تحفير و إيجابية. 

      

      في الختام سأطلعك على الوصفة السحرية للتخلّص من كل شيء سلبي يصادفك في الحياة. هل تعلم ما هي هذه الوصفة؟  الوصفة هي أنه لا وجود لوصفة سحرية يا صديقي، بمجرد أن تتخلّص من هذه الفكرة ستبدأ بتحقيق التقدّم. لماذا؟ لأنك تضيع وقتك في إنتظار وهم فقط. بل السرّ الوحيد للنجاح في أي شيء تريده و مهما كان هو العمل بجدّ و جهد لا أكثر و لا أقلّ. و كلّ خطوة ذكرتها في الأعلى تتطلّب العمل و المثابرة عليها، لن تتحقق ما لم تواظب و تثابر، إعمل بجدّ و لا تستسلم و النتائج التي ستحصدها هي العلاج الوحيد الذي سيشفيك و يخلّصك من السموم السلبية.


حسن الإختيار و السعي وراء الحلم

11

 إسعى وراء حلمك و لا تتردد أبداً

ذلك الصوت في داخلك، الذي يحثك على إكتشاف الغير مألوف، و تجريب كلّ ما هو غريب، و يتطلّع للمخاطرة من أجل نيل كلّ ما يطمح له برغبة ملحّة. ذلك الصوت إياك و التخلي عنه، نعم إنه سحر المخاطرة بكل شيء من أجل هدف و حلم لا يستطيع أحد سواك رُأيته. أنت من ترسم قدرك و أنت من تقود سفينتك متوجّها لبرّ الأمان حيث تجسد حلمك و شغفك على أرض الواقع و تجعلها حقيقة.

إستمع بتمعّن لذلك الصوت الذي يخبرك ما الصحيح و ما الخطأ، صوتك الداخلي سيخبرك دائما بصدق ما الصحيح و ما الخطأ فلا تتردّد.

ملاحقة أحلامك و شغفك طريق مليء بالمخاطر و الصعوبات و المجازفات، يتطلّب التحلي بالشجاعة و الصبر و الإصرار، و هذا ما يضيف لذّة و طعما للنجاح الذي تناله في نهاية الطريق

كلّ واحد منّا له أحلامه الخاصة، ليس واجبا عليك تطبيق أي إقتراحات و آراء خارجية، لانه لا أحد يعلم ما تريده حقاً سواك أنت. أنت فقط من تدرك ما تريد، ولا أحد يملك صلاحية تسيير حياتك لأنه قدرك أنت وحدك. حتى عندما لا تكون متيقنا ممّا تريد؛ و كثيرا ما نعاني من هذا أليس كذلك؟ يُخيّل لنا أننا تائهون و لا ندري ما نفعل، و مع ذلك عليك بالمجازفة، قم بخياراتك و تحمّل مسؤولية نفسك و لن تخسر أبداً، حتى لو لم تنجح تكون قد ربحت درسا من التجربة.

كلّما إنتظرت موافقة الجميع و إرضاء كلّ من حولك، كلّما تخلّفت عن تحقيق ما تريد أكثر، و غالبا ما ينتهي بك المطاف بالتّخلي و الإستسلام. لكن كلّما تحلّيت بالثقة في النفس، و كلّما زاد إيمانك بقدراتك و تصديقك لأحلامك كلّما كان نجاحك مبهراً أكثر، عندها سترى كيف ستقوم بجذب الجمهور كالمغناطيس، لأن إصرارك ذلك هو ما جعلهم ينبهرون حتى أولئك الذين عارضوك في البداية سيغيرون رأيهم قائلين " أوو واو إنه لأمر جنوني حقاً، لقد قام بتحقيق ما أراد فعلاً"

أنت فقط من يدعمك، لهذا مفتاح نجاحك هو عنايتك بذاتك، تطوير نفسك و ثقتك بها. كن واثقا مما تريد و إنطلق في رحلة ملاحقة أحلامك.

 نعم عليك ملاحقة حلمك بكل شجاعة و التمسك بشغفك بكلّ إصرار، لكن بشرط أن تكون عقلانيا و منطقيا في إختيارك. من المستحيل تحقيق حلم لا يمدّ للواقع بصلة. " أجل حلمي أن أحلّق كالطائر في السماء" إنه حلم جميل و رائع لكن هل هو منطقي؟ هل هو قابل للتحقيق؟ لا بالطبع لا؛ قد تحلّق مسافرا على متن طائرة لكنك لن تحلّق بجناحيك أليس كذلك؟

الإصرار شيء جميل و الحلم شيء رائع، لكن إجعل حلمك حقيقة يا صديقي، إن حدّدت أهدافاً لا علاقة لها لا بالوضع ولا بالظروف، فمن المؤكّد أنك لن تصل إليها ولن تستطيع تحقيقها ثم ستقع في دائرة الحسرة و الندم ثم الإستسلام التام.

لهذا أحيانا لا بأس بالإستماع للنصائح البنّاءة، لو لم تطبّقها إستمع لعلّك تستفيذ من رأي أو معلومة ما. فقط أحسن إختيار من تسمع نصيحته، كن منفتحا لكلّ المعلومات و النصائح، ثم قم بتحليلها و وزنها بعدها قم بالإختيار و إتخاذ القرار الذي يناسبك.  

ما يمكن تأكيده هنا هو أن كلّ إنسان نراه ناجحا، نجح لأنه كان يحبّ ما يقوم به، هذا هو السرّ. إذا لم تحبّ  ما تقوم به فستترك و تستسلم عند أوّل عقبة تواجهك، لن يكون هناك ذلك الدافع الذي يحفّزك، لكن إن قمت بعملك بحب و شغف فستواجه كلّ الصعوبات في سبيل تحقيق ذلك الحلم.

متى تُحكّم قلبك و متى تُحكّم عقلك عند إتخاذ أي قرار؟

هذا السؤال مهم جداً عندما تحتاج لإتخاذ أي قرار، أنا شخصيا من النوع الذي يأمن أن المشاعر هي الفاصل في إتخاذ القرارات، مهما كان الشيء يبدو جميلا و رائعا إذا لم أشعر براحة نفسية تجاهه و لم يرتح قلبي له فلن أُقدِم عليه أبداً. أجل أحكّم عقلي في الخيارات الواضحة و الدقيقة مثل الحالات الطبية و العلمية التي تتطلب إختيارات ما، لكن عند الحديث عن قرارات خاصة بحياتي او تمس الجانب المعنوي فلا بدّ من التحقق مما يقول ذلك الصوت الداخلي. كيف تقوم بهذا؟ كيف تسأل قلبك؟ أو كيف تحكّم شعورك؟ الطريقة سهلة جداً؛ قم بطرح بعض الأسئلة فقط: هل هذا القرار يفيد شخصك؟ يفيد مستقبلك؟ هل يضيف شيئا إيجابيا لشخصيتك أو حياتك؟ إذا كان الجواب نعم؟ فنعم للقرار كذلك بغض النظر عن كلّ الصعوبات و العقبات التي تأتي معه. أمّا إذا كان ذلك القرار يشعرك بإضطراب أو قلق و لم يطمأن قلبك له و لن يجلب لحياتك أي فائدة، فالجواب لا مهما كان هذا القرار يبدو آمنا و مؤكد النجاح.

عندما تفكّر في هذا الإختيار، هل هذا الخيار سيطوّرك أم لا، هل يفيد شخصيتك أم يُضرّها؟ فكّر في تأثيره على المدى البعيد و المدى القريب، قد يكلّفك أمان هذه اللحظة ندمة العمر، و قد تجلب لك المخاطرة و الصعوبات النجاح الذي كنت تسعى إليه. قد يكون ترك عمل ما ، أو تغيير المسكن أو إخراج شخص من حياتك نقلة تصنع التغيير في حياتك، صدقوني، تلك القرارات التي تكلّف تضحيات في الوقت الحاضر ثم تظهر ثمارها على المدى البعيد، تلك هي القرارات التي تصنع الفارق و تعود بالنجاح.

نصيحتي الأهم لكم أصدقائي، إن لم تحبوا ما إخترتموه، و لم تكونوا راضين على خياركم فلا تضيّعوا وقتكم هباءاً، إن أردتم النجاح في شيء ما فلا بدّ ان تقوموا به بحبّ و شغف و إلاّ ستستسلمون عند أوّل عقبة تواجهكم.

ثقوا بأنفسكم و كونوا واثقين من خياراتكم أنتم أدرى بما تحبون و لا أحد يفهم تفكيركم سواكم، يجب أن يكون هذا قراركم أنتم وحدكم و لا تدعوا أي تأثير خارجي يحدّد مصيركم، مهما كانت الظروف و مهما كانت الأسباب عليكم أن تكونوا عقلانيين طبعا و يكون خياركم مناسبا و منطقياّ لكن إختاروا ما تحبّون حقّا، إذهبوا و إسعوا وراء أحلامكم .

و إذا لم يتقبل أفراد محيطك قرارك أو خيارك، هذا لا يعني أن تعارضهم و تتمرّد عليهم، لا بالطبع لا، الحلّ بسيط جدّاً، حاول إقناعهم بكلّ الطرق أوّلاً قدّم لهم البراهين و الحجج و إن لم يقتنعوا، فبرهن لهم بالفعل، أطلب منهم مهلة تجريبية حتى تثبت لهم أنك قادر على النجاح إبدل قصارى جهدك من أجل تحقيق حلمك مهما كان. و هذا ينطبق على كلّ قرار تتخذه في حياتك مهما كان سواءا في العمل أو الدراسة أو أي قرار آخر.

لا تضيّع وقتك أكثر.

22

لا تضيّع وقتك أكثر.

إذا كنت من الأشخاص الذين يتماطلون عن القيام بأعمالهم، و بدل تنفيذ ما يجب عليك؛ تجد نفسك تأجله كلّ مرة , إذن فهذا المقال من أجلك.

أصعب جزء في كلّ عمل هو البداية, كيف تدفع نفسك للإنطلاق حتى تتقدّم أكثر؟

دعني أترجم أحاسيسك الآن: قد تشعر أنك في معركة أليس كذلك؟ حرب داخلية بين أفكارك؛ طرف منك يشعر بالندم لأنه يضيع الوقت الثمين الذي لا يمكنك إسترجعاعه مهما فعلت، و الآخر لا يريد الخروج من دائرة الأمان الخاصة به لأنه يخاف التعب و يهاب العمل.

الحلّ بين يديك يا صديقي، لا تكن جبانا و تحدّى كلّ معيقاتك، تخلّص من الأغلال التي تربط تفكيرك و تحرّر من كل القيود.

كيف تتوقف عن تضييع الوقت؟

كما قالت ميل روبنز " أنت لست شخصاً مماطلاً  و إنّما تكتسب عادة المماطلة، لأن للعادة طرقا علمية لمعالجتها"

 الخطوة الأولى
: إكتشاف سبب مماطلتك.

البحث عن السبب الحقيقي الذي يمنعك عن القيام بعملك، يساعدك على فهم المشكل أكثر و بالتالي إيجاد الحلّ الأمثل, من دون إلقاء اللّوم على نفسك و الشعور بالضعف و الإحباط. إكتشاف السبب يساعدك على معالجة الضرر بشكل فوري من خلال إتباع خطوات بسيطة. 

السبب الذي يمنعك من الإنطلاق قد يكون:

-          عدم إعطاء العمل القيمة التي يستحقّها.

-          عدم الإيمان بنفسك و فقدانك الثقة.

-          التوقعات و الآراء السلبية.

-          إزدحام جدول أعمالك، أو محاولة القيام بأعمال كثيرة في وقت واحد و هذا ما يسبب الضغط.

-          التهوّر و عدم تنظيم الوقت و إنجاز أعمالك بشكل عشوائي غير منظم.

الخطوة الثانية: لا تَلُم نفسك.

في أغلب الأحيان، عندما نتعذّر عن إنجاز الأعمال التي يجب القيام بها نتراجع و نبدأ في إصدار أحكام على أنفسنا، فنشعر بالندم و لا نتوقف عن لوم أنفسنا بسبب عادة سلبية إكتسبناها بطريقة ما. و الأسوء من هذا، ترديد كلام سلبي يجرح نفسيتنا و هذا ما يسبب فقدان الثقة و الإستسلام و التراجع عن القيام بأي عمل أساسا. الشعور بتأنيب الضمير هذا، هو ما يبقينا سجناء داخل دائرة الكسل، فقد رسخنا في ذهننا فكرة أننا لا نستطيع القيام بأي عمل و هذا ما صرنا عليه فعلاً. يجب أن نتوقف عن إصدار الأحكام بحقّ أنفسنا، يجب أن ندرك أنه لابأس أن نخطأ فبالخطأ نتعلّم، يجب أن ندرك أنه لم يفت الأوان ما دمنا أحياء نرزق، يجب أن ندرك أن الفرص أمامنا لنعوّض ما فاتنا، فقط يجب أن نأمن.

الخطوة الثالثة: ترتيب أولوياتك.

أكبر خطأ نرتكِبه خلال رحلتنا في طريق العمل، و إعتقادنا بأن إنجاز أكبر كمّ من الأعمال في وقت وجيز هو المعنى الحقيقي للإنتاجية، و هذا خطأ شائع جدّا. محاولة القيام بعدة أعمال في آن واحد لا ينتج عنه سوى الإرهاق و الضغط و بالتالي يسبب التعب الذي يأدّي للإستسلام السريع. الرغبة في التغيير و تحسين ظروفك هو ما يدفعك للعمل على تطوير مجالات مختلفة في حياتك و في آنٍ واحد، و لكن ما عليك إدراكه هو أن سرّ نجاح عملك هو إعطاء الأولوية الكبرى لنقطة واحدة و العمل عليها بجدّ ثم الإنتقال للنقاط الأخرى؛ بنفس الطريقة كلّ مرّة عليك أن تختار.

الخطوة الرابعة: لا بأس بقليل من الراحة.

ما لا ندركه عند تعطّشنا للإنتاج و أكثر و النجاح في أعمالنا، هو أنه لا يجب أن نهمل ذلك الجسم الذي يتعب، عقلك الذي يعمل مثل الألة للتفكير و إيجاد المعلومات, و جسدك الذي يسعى بكلّ جهد لإنجاز الأعمال، يجب أن نستمع و نلبي مطالبه. لا تحاول أبدا الضغط على نفسك إذا ما شعرت بالتعب فجسمك ينبهك لحاجته لنيل قسط من الراحة حتى يكمل طريقه. بسبب الفكرة السلبية التي غرسنها في أدهاننا عن المماطلة، أصبحنا نراها و كأنها عدو يترصّد بنا، و لم نعد نفرّق بين الراحة اللّازمة لأجسامنا و المفهوم الحقيقي للكسل و الخمول. إذن,  لِمَ لا نبعد عنّا ذلك التفكير المتعصّب و نتيح الفرصة لأنفسنا؟ إذا كان جسمي يطلب مني قسطا من الراحة فله ذلك, أحدّد فترة أريح فيها نفسي من كلّ الضغوطات ثم أعود للعمل. لا تنسوا، الراحة تمدّ الشخص بأفكار إبداعية أكثر، فارتاحوا و أبدعوا ثم أنتجوا.

الخطوة الخامسة:
  إستغلال الوقت بالطريقة الصحيحة.

قد لا نملك الوقت اللّازم من الوقت، و هذا ما يعاني منه أغلبنا، و هذا أحد أهم الأسباب التي تجعلنا نتباطأ عن القيام بأعمالنا, لأننا نظنّ أننا لا نملك الوقت الكافي لإنهاء عمل ما فتلجأ للحلّ الفوري و هو تأجيل ذلك العمل لليوم التالي أو الأسبوع الذي يليه ثم الشهر القادم ... ثم تتراجع عن القيام به أصلاً. هل أعطيك سراً بسيطاً؟ الحضور التام و التركيز على العمل الذي تقوم به أهم بكثير من أي وقت كان. عندما تركز بشكل تام على عملك فإنك ستكون قادراً على إنجازه في غضون 20 أو 30 دقيقة، بدلاً من تضييع طاقتك خلال ساعة أو أكثر لأنك تعمل بشكل مشتت. لا تنجز أعمالك حسب تقدير الوقت، بل حاول تقدير قدرتك على التركيز و الحضور الذهني أثناء العمل. الوقت ليس عائقا كما تعتقد و إنما العائق الوحيد هو طريقة تفكيرك و تسييرك.

تحدّي إستغلال العطلة الصيفية

31

إنه السادس من شهر جويلية، نعم. ظهرت نتائج شهادة التعليم الإبتدائي و المتوسط ، و من هذه المنصة أتقدّم بأحرّ التهاني للناجحين و عقبال الفرحة بنتائج البكلوريا.

 أمّا بالنسبة لمن لم يحالفهم الحظ بالنجاح، لا تيأسوا و ثابروا فرص النجاح لا تنفذ أبدًا.

شهر جويلية، نتائج الإمتحانات، نهاية العام الدراسي، موجات الحرّ... ماذا يعني هذا؟

 نعم قد أقبل فصل الصيف أصدقائي و أنا متحمسة جدًا.

لطالما أحببت فصل الصيف منذ الصغر، أشعر و كأنه وقت شحن الطاقة في الإنسان، أوليس الحرّ طاقة طبيعية متجدّدة لا مثيل لها؟ مع طاقة المياه و الطبيعة يتشكّل مزيج إيجابي رائع، و لهذا أحبّ طاقة الصيف.

إذا ما قلنا فصل الصيف، تخطر على بالك الأسفار، العطل، و البحر و خرجات التنزه، أليس كذلك؟

لكن في الحقيقة ليس هذا فحسب، العطلة الصيفية تعني الفرص؛ قد تكون فرصة للعمل، فرصة للتعلّم، فرصة لإكتساب مهارة أو بكلّ بساطة فرصة للراحة.

كيف أستغلّ عطلتي الصيفية؟

1-   
الراحة:

أولاً و قبل كلّ شيء دعونا نفكّر قليلاً في المعنى الحقيقي للعطلة. أوليست العطلة عبارة عن إجازة تُأخذ لمدة زمنية يتوقف خلالها الأفراد عن العمل أو الدراسة بغرض الإستراحة و الإسترخاء. مما يعني أن الهدف الأساسي للعطلة هو الراحة. بعد شهور متواصلة من الجدّ و العمل في الشغل أو الدراسة، لا بدّ أن تنهك قواك العقلية و الجسدية بسبب التعب المتواصل طوال العام، إذن فالعطلة تعتبر الفرصة الذهبية لشحن طاقتك حتى تواصل حياتك و تنتقل للعام القادم بحيوية أكثر.



2-  
 تجديد الطاقة:

 الراحة عنصر مهم جدّا، لكن الراحة لا تعني الإستلقاء و النوم الزائد و مشاهدة التلفاز طوال اليوم. الإفراط في الكسل يسبب الخمول و إنخفاض مستويات الطاقة في الجسم و الذي يترتب عنه تعب و إرهاق أكبر. الهدف من كلّ إجازة هو تجديد طاقتك و إكتساب قوة للمواصلة، و تجديد الطاقة يكون عن طريق الإهتمام بذاتك و صحتك الجسدية و النفسية. يجب إستغلال الوقت في ممارسة الرياضة و القيام بنشاطات مسليّة، و لا تنسى الحرص على نظام تغذية صحي و متوازن.

3-   تغيير العادات:

أثبتت الدراسات أن إكتساب عادة جديدة يتطلّب منك 21 يوما من المواظبة و الإستمرار في ممارستها، و الكثير منّا لطالما أراد إكتساب عادات معينة لكن مع إنشغالاتِنا بالدراسة و العمل لم تُتح لنا الفرصة. العطلة الصيفية فرصة مثالية لمن يريد إكتساب نمط معيشة جديد، فالإستمرار في ممارسة عادة ما، يشكّل نمط معيشة الفرد. إذا كنت تريد البدأ في عادة جديدة أو التخلّص من عادة معينة، إذن فهو الوقت المناسب لذلك.

4-   
إكتساب مهارات جديدة:

الحمد لله، نحن اليوم نعيش عصر السيولة، بوابة العالم مفتوحة في شاشات هواتفنا و حواسيبنا، كل الفرص متاحة كلّ فرد فقط إبحث. تزامنًا مع هذا العصر لاحظنا أن العالم كلّه بات مُسيّراً بضغطة زِرّ، صارت الأعمال و الأشغال تسيّر خلف الشاشات، لِم لا نستغلّ هذه الميزة لصالحنا؟ كيف؟ الطريقة سهلة جداً يا صديقي. ما عليك سوى تعلّم مهارات العصر؛ قم بالبحث عن أهم المهارات المطلوبة و التي تجني أرباحا و تلاقي رواجاً كبيرا و تعلّمها. مهما كان عمرك و مستواك يمكنك تعلّم ما أردت و كلّ شيء متوفّر على الإنترنت ما عليك سوى البحث. و الأهم من هذا و ذاك، يمكنك التعلّم من أي مكان و في أي زمان، يمكنك التعلّم على شاطئ البحر أو من غرفتك أو من أي مكان أردته.

5-   العمل الجزئي:

العطل الصيفية فرصة رائعة للتعلّم و الراحة و كذلك جني بعض المال. إذا كنت طالبا فأنت مشغول طوال العام بالدراسة كل يوم، و بالتالي لا تملك الفرصة للقيام ببعض الأعمال التي تكسبك مصروفاً و لو كان بسيطاً. قد حانت الفرصة لخوض تجربة جديدة. الهدف من العمل الجزئي ليس كسب المال فقط، بل هو فرصة للتعلّم و إكتساب الخبرات. كلّ تجربة جديدة تعلّمك شيئا حتى و إن لم تكسب منها شيئا. قد يكون العمل في الميدان كالبيع في المحلات أو العمل في الشواطئ، أماكن الإستجمام، المطاعم، الورشات و حتى الخياطة و الطرز و الطبخ. في مثل هذه الأعمال لا بدّ أن تتعلّم الصنعة و تكتسب الخبرة التي تساعدك في حياتك العمليّة مستقبلاً. و لا ننسى نعمة العالم الرقمي الذي يتيح لكل شخص فرصة العمل عن طريق شاشة رقمية صغيرة؛ ما عليك سوى البحث في المواقع. لهذا من المهم جدّا تعلّم المهارات المطلوبة خلال هذه السنوات فهي ستوفّر لك فرص العمل؛ بتعلّم اللغات مثلا يمكنك العمل في مواقع الترجمة الإلكترونية، بتعلّم مهارة البرمجة و التصميم يمكنك العمل مع مختلف المواقع... ما عليك سوى البحث.

6-   تعلّم اللغات:


اللّغات في زمننا هذا هي المفتاح السري لبوابة الأعمال، اللغة هي وسيلة تواصل بين الأفراد و من الجيدّ لو كلّ واحد منّا تعلّم لغة مختلفة حتى يتسنى له خلق الفرص و تبادل المصالح مع أطراف مختلفين. على سبيل المثال؛ في يومنا هذا باتت اللغة الإنجليزية اللغة العالمية و وسيلة التواصل بين كلّ شعوب العالم فلما لا تستغلّ عطلتك في تعلّم لغة جديدة تفتح أمامك فرصا متعدّدة سواءاً للعمل أو الدراسة. كما سبق و ذكرنا، أصبحت الأنترنت منصة للشغل و التعليم و الواضح أن كلّ البرامج و المحتوى المفيد بات ينشر باللغة الإنجليزية حتى يتلقّاه كلّ الأشخاص و من مختلف بقاع الأرض، حتى العمل يتطلّب معرفة للغة الإنجليزية كذلك. إنها فرصة من ذهب فأستغلّها أحسن إستغلال و كن مواكباً للزمن و متطلّباته.

الوقت من ذهب و لا يجوز تبذير أي يوم و ساعة، كلّما تقدّمت كلّما زاد ندمك على كل ثانية ضيعتها و لن تفيدك لا حسرة و لا ندم. حصِّن نفسك جيدا حتى تنطلق بقوة أكبر.  

بحث هذه المدونة الإلكترونية